وافق الرئيس الليبي معمر القذافي على "خارطة الطريق" التي قدمها الاتحاد الأفريقي لإيجاد مخرج سلمي للنزاع في ليبيا، على ما أعلن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما بعد اجتماع في طرابلس بين العقيد ووفد أفريقي داخل خيمته في مقره في باب العزيزية أول من أمس. وضم الوفد إلى رئيس جنوب أفريقيا، نظراءه المالي أمادو توماني توري، والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، والكونغولي دينيس ساسو نغيسو، ووزير خارجية أوغندا هنري أورييم أوكيلو.

وقال زوما إن "القذافي وافق على خارطة الطريقة مثلما عرضناها. سيتم تفصيل الحل المقترح في بيان"، دون أن يحدد متى سيصدر هذا البيان. وأضاف "في هذا البيان سيتم توجيه نداء إلى الحلف الأطلسي من أجل أن يوقف قصفه في ليبيا لإعطاء فرصة لوقف إطلاق نار".

ووصل الوفد الأفريقي أمس إلى الجزائر قادما من بنغازي، بعد رفض المعارضة للمبادرة، وأعلن المتحدث باسم الثوار في بنغازي شمس الدين عبدالمولى أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يسبقه انسحاب القوات الحكومية من الشوارع وإطلاق حرية التعبير.

وفي المقابل، اعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس أن "أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون ذا مصداقية ويمكن التثبت منه". وأوضح في مؤتمر صحفي، أنه ليكون وقف إطلاق النار مقبولا يجب أن "يلبي ثلاثة شروط، أولا أن يكون ذا مصداقية ويشمل حماية فاعلة للسكان المدنيين، وثانيا أن يكون قابلا للتثبت والإشراف في شكل فاعل، وأخيرا أن يسهل عملية سياسية تهدف إلى تنفيذ الإصلاحات السياسية الضرورية وتلبية الرغبات المشروعة للشعب الليبي". وأضاف أن "المبادئ الأساسية" التي تحكم سلوك الحلف الأطلسي تقوم على "كيفية التنفيذ الكامل لقرارات الأمم المتحدة"، مذكرا بأنه منذ بداية الأحداث في ليبيا في منتصف فبراير الماضي "لم يتم التزام كثير من إعلانات وقف إطلاق النار" من جانب معمر القذافي. وأكد أن "قوات القذافي تختبئ قرب مدارس ومساجد، الأمر غير المسؤول إلى حد كبير"، مشددا على أهمية "تحديد آليات لمراقبة وقف إطلاق النار والتأكد منه".

ودان الحلف أمس استمرار قوات القذافى في ضرب المدنيين في مصراتة أمس، وقال "إن الحديث في هذه المرحلة عن وقف لإطلاق النار وأمام تصرفات كتائب القذافي لا يحمل أي معنى ولا محتوى لأي حديث عن اتفاق للسلام". وتابع "سنواصل ممارسة الضغط على القوات التي تهدد المدنيين وستستمر عملياتنا".

وبدورها، قالت بريطانيا أمس إن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون حقيقيا وإنها ستواصل العمل العسكري كما هو مطلوب لحماية المدنيين. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ردا على تصريحات رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما رئيس بعثة السلام التي أوفدها الاتحاد الإفريقي إلى ليبيا بأن الزعيم الليبي معمر القذافي وافق على خطة "خارطة طريق" للسلام "سنواصل القيام بالعمل العسكري كما هو مطلوب لحماية المدنيين."

وفي السياق، توقع قائد أركان سلاح الجو الفرنسي الجنرال جان بول بالوميروس "خوض عمليات طويلة الأمد" في ليبيا لدى زيارته أمس قاعدة سولينزارا الجوية في كورسيكا الإيطالية. وأقر الجنرال الفرنسي بأن مهمة الطيارين "صعبة ومعقدة" بسبب تحرك قوات التي أصبحت تستخدم بشكل متزايد العربات الخفيفة.

وكانت التقارير حول القتال الدائر في أجدابيا أفادت أمس عن مقتل ما لا يقل عن 35 عنصرا من قوات القذافي في اليومين الماضيين، بحسب الثوار الذين استعادوا المدينة إثر معارك ضارية. وأفاد شهود عيان أن أكثر من 10 سيارات بيك آب متفحمة مجهزة برشاشات ثقيلة تابعة لقوات القذافي شوهدت على خط الجبهة بين شرق المدينة التي كانت بأيدي الثوار والغرب حيث تتمركز قوات القذافي.

ودفنت جثث متفحمة لا يمكن التعرف عليها في الضاحية الغربية من المدينة.

وقال مفتاح جاد الله (63 عاما) الذي حضر عملية دفن الجثث الأخيرة "عثرنا على 35 جثة. هناك ربما جثتان أو ثلاثة تحولت إلى رماد في آليات احترقت".

وقال احد الثوار صالح حسن "شنوا هجوما مباغتا علينا لكن طائرات الحلف قامت بتصفيتهم".

وفي مصراتة قال أحد السكان أمس إن قتالا شرسا يدور بين قوات القذافي والمعارضين عند المدخل الشرقي للمدينة وفي وسطها في شارع طرابلس".