أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أن صنعاء مستعدة لبحث التطورات في اليمن على ضوء الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد مع المعارضة والشباب الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة برحيله. وتعهد خلال استقباله موفد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر بحماية المعتصمين المطالبين بإسقاط نظامه ورحيله، كما جدد تمسكه بالحوار لحل الأزمة. وتمسك صالح بـ "النهج الديموقراطي واحترام حرية الرأي والتعبير وفي الإطار السلمي بعيدا عن ارتكاب أعمال العنف والفوضى والتخريب"، متهما أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بالتسبب في هذه الفوضى. ونوه صالح بـ"الجهود التي تبذل حالياً للخروج من هذه الأزمة ويجنب الوطن الفتنة ويصون أمنه واستقراره"، في إشارة إلى المبادرة التي تتبناها دول مجلس التعاون الخليجي.
من جهتها حذرت المعارضة من مناورة لنظام صالح للتنصل من المبادرة الخليجية بعد التنصل من مبادرات سابقة قدمتها المعارضة وجهات محلية أخرى. وقالت في بيان أمس إن النظام "أخذ يناور بالحديث عن مبادرة خليجية وتحدث عنها أكثر من مرة، بل ودعا إليها وطالب بها وعندما استجاب الأشقاء في مجلس التعاون وتقدموا بمبادرتهم رفضها النظام مفتعلا مشكلة مع قطر". ودعت المعارضة الشعب اليمني لمزيد من الصمود في مواجهة كل أساليب العنف والمراوغة، موجهة الشكر لدول مجلس التعاون والمجتمع الدولي لوقوفهم إلى جانب الشعب اليمني.
إلى ذلك، تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين المعارضين لصالح أمس في العاصمة صنعاء وفي كل من تعز وأب والحديدة، دون تسجيل مواجهات.
وفي صنعاء، هتف المحتجون الذين يعتصمون منذ شهرين في وسط العاصمة، بشعارات مطالبة بتنحي صالح، وطالبوا المجتمع الدولي بالتحرك لوقف حمام الدم والعنف الذي تنتهجه الحكومة ضد المتظاهرين. ورفعوا الأعلام اليمنية وأعلام دول مجلس التعاون الخليجي الست. وأكد المعتصمون أنهم "صامدون مهما أوغل النظام في قمعهم، واعتبروا مجازر أول من أمس ردا عمليا على المبادرة الخليجية". وأكد المتظاهرون أن "المبادرة وفرت الحماية للرئيس فارتكب المزيد من المجازر في صفوفهم".
من جهة أخرى، قتل ثلاثة أشخاص بينهم ضابط برتبة عقيد في الاستخبارات اليمنية مساء أول من أمس بهجوم واشتباكات مع تنظيم القاعدة في محافظة أبين الجنوبية. ونقل مصدر طبي عن نجل العقيد حسين غرامة قوله إن مسلحين من تنظيم القاعدة أطلقا النار على العقيد ونجله أمام منزلهما في مدينة لودر إذ توفي العقيد على الفور بينما أصيب نجله.
كما قتل شخصان أحدهما جندي وأصيب آخرون بينهم ضابط باشتباكات بين الجيش وعناصر من تنظيم القاعدة في بلدة جعار بمحافظة أبين أيضا.