قريبا ستعلن ميزانية الدولة.. وما كتبته أمس عن حافز، هو بمثابة مسابقة الزمن قبل إقرار الموازنة وإعلانها.. أعلم جيداً أن الباب الأول من الميزانية تضخم بشكل كبير.. وأعلم أيضاً أن الحكومة تلتزم بدفع ما يقرب من 200 مليار ريال سنويا لبند الرواتب.. وأدرك كذلك أن أي عجز مستقبلي ناجم عن انخفاض أسعار البترول سيدخل البلد في مأزق صعب.. لكن مأزق العاطلين اليوم أصعب، ناهيك أن العاطل غير معني بكل هذه الحسابات، ولا أحد يلوم العاطلين.. ومن هذا المنطلق تحدثت متأخراً عن حافز.
أعلم أن هذا الموضوع دخل دائرة الموضوعات المملة.. فقط بقي نقطة أخيرة لم أتوسع فيها يوم أمس، وهي المتعلقة بعامل السن للمرأة بالذات.. لذلك تعالوا نبحث معا عن مخرج لهذه المرأة.
تقول إنها تخرجت منذ عشر سنوات.. ما تزال حتى اليوم تبحث عن فرصة عمل، لم تترك وزارة.. أو إعلانا.. أو تحديث بيانات إلا وقامت به.. لم تحصد سوى الهواء.. وحينما تم إعلان حافز استبشرت خيرا.. لكنها صُدمت حينما علمت بشرط السن.. هي اليوم تبلغ 35 سنة.. ذهب عمرها انتظارا لوظيفة لن تأتي. وشروط الخبراء في حافز تمنع من بلغت هذا السن أن تحصل على إعانة حافز! سؤال المرأة الذي حيرني ولم أعثر له على إجابة هو: أين أذهب؟ امرأة بلغت الـ35 سنة ولم تعثر على وظيفة.. وحينما جاء الفرج وضعوا في طريقها عامل السن حجر عثرة!
المرأة ليست كالرجل.. وفرص العمل أمامها محدودة جدا.
السؤال: لماذا لا يتم استثناؤها.. لا أظن أن مد يد العون للنساء المؤهلات اللاتي تجاوزن سن 35 سيثقل كاهل الميزانية.. لماذا نتركها للمجهول؟! بقي سؤال: لماذا تريد وزارتا المالية والعمل أن تجعلا "حافز" بهذه التعقيدات والاشتراطات، مثل بقرة اليهود؟!