"يوجد (فجوة تنموية) بين مناطق المملكة". تلك هي عبارة آلاف البشر منذ عقود وليست بجديدة، لكن الجديد في الحروف المحصورة بين القوسين هو أنها لمعالي وزير المالية، وهذا ما يعني أن مسؤولاً عاليَ المستوى صرّح بذلك أخيراً! وأنا لا أحمل معاليه التأخير في التصريح فهو لم يعتد السفر عبر طريق (رفحاء/ حفر الباطن)، ولم يكن له مراجعة يوماً في إحدى الدوائر الحكومية في جازان.. ولم يضطر (إطلاقاً) لزيارة مستشفى الأمير عبدالرحمن السديري بالجوف.

وطالما أننا وصلنا للحديث عن المستشفيات فلندع وزير المالية يتفرغ للميزانية الجديدة، ولنصطحب معالي وزير الصحة في جولة رقمية بناء على تقرير الوزارة المنشور حديثاً حول إحصائيات 1431. ولا تسألوني لم تنشر الوزارة أرقام 1431 في بداية 1433 فأنا مثلكم أتساءل! والمضحك في ذلك أن "مصلحة الإحصاءات" تغط في سبات عميق؛ وإذا ما ساعدك القدر ووجدت تقارير (بائتة) لدى المصلحة تجدها مذيلة "المصدر: وزارة الصحة" وتزور موقع (الصحة) فتجد التقارير ذاتها مرسوماً تحتها "المصدر: مصلحة الإحصاءات العامة".. وهنا تكمن اللياقة في لعبة التنس!!

يقول التقرير الأخير للصحة إن عدد الأسرة في عام 1431 بجميع المستشفيات بالمملكة قد بلغ 58.126 سريراً ومنها 34,370 سريراً تابعة للصحة.. سنعود قليلاً للوراء لنجد أن التقارير تقول أيضاً إن عدد الأسرة في عام 1426 قد بلغ 53,192 سريراً وإن ما مقداره 30,489 سريراً تحت مظلة الصحة.. وقبل أن أتركك عزيزي القارئ في محاولة حساب الفرق؛ ودون أن أقحمك في معدلات النمو السكاني خلال تلك السنوات أود إبلاغك أن ميزانية الخدمات الصحة والتنمية الاجتماعية في عام 1426 كانت (31,000,000,000) ريال بينما كانت في 1431 (52,300,000,000) ريال ولك أن تحسب وتقارن الآن بين نمو رقم السيولة.. ونمو رقم الإنجاز!