رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الوساطة الخليجية لإنهاء الأزمة السياسية القائمة في البلاد "لأنها كما قال تضمنت اشتراطات مسبقة تتقاطع مع خيارات الشعب اليمني التي حددها في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 سبتمبر 2006". وجدد صالح في كلمة له أمام حشود من أنصاره بميدان السبعين أمس بصنعاء في إطار"جمعة الوفاق" استعداده للتضحية بالدم من أجل التمسك بالشرعية الدستورية التي قال إنه حصل عليها من الشعب اليمني. وأكد أن اليمن لا يحتاج إلى أية وساطات لتسوية الأزمة القائمة في بلاده كونها مفتعلة من قبل أحزاب المعارضة المنضوية في إطار تكتل أحزاب اللقاء المشترك، التي رحبت بالمبادرة الخليجية واعتبرتها مفتاحاً لحل الأزمة القائمة في البلاد.
وثمن صالح التفاف أنصاره حوله، معتبرا أن هذا الالتفاف بمثابة استفتاء شعبي على وقوف اليمنيين في صف الشرعية الدستورية. وهاجم صالح المبادرة الخليجية وموقف قطر بدرجة رئيسة. وقال "نحن نستمد شرعيتنا من الشعب اليمني لا من أي طرف آخر، لا من قطر ولا من غيرها فهي مرفوضة".
وفي ساحة التغيير احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين في "جمعة الثبات" في ساحة التغييرلأداء صلاة الجمعة. واكتظت الساحة بالمحتجين الذين استمر تدفقهم إلى حين انتهاء الصلاة .
وكان خطيب جمعة الثبات وزير الأوقاف المستقيل قبل أسابيع المنضم للثورة القاضي حمود الهتار قد أشاد بـ"ثبات الثوار وعزيمتهم"، داعيا إياهم إلى "المحافظة على سلمية ثورتهم والصبر حتى تحقق الثورة أهدافها". وقال "هذه ثورة حق على باطل لا بد أن تنتصر في النهاية". كما خاطب كافة فئات الشعب بحسم خيارهم عاجلا في تأييد الثورة السلمية التي تتسع يوما بعد آخر، حسب قوله. وعقب الانتهاء من الصلاة أدى المحتشدون صلاة الغائب على شهداء تعز والحديدة. ورفع المحتجون كروتاً خضراء كتب في إحدى واجهاتها "جمعة الثبات" وتضمنت الجهة الأخرى أعلام دول مجلس التعاون الخليجي الست ، يضمها علم اليمن.
ورحب حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" المعارض بالمبادرة الخليجية، وقال الأمين العام للحزب محسن محمد أبوبكر بن فريد إن الخليجيين أثبتوا أنهم "مع إرادة وخيارات الشعب اليمني، والمبادرة الخليجية هي إجراء حوار لرحيل النظام سلمياً، كمطلب ثورة شعبنا السلمية، وإلا فلا نعتقد بنجاح أي حوار لا يحقق ذلك". وأكد بن فريد أن "أي جهود لحقن دماء شعبنا ووضع حد لنزيفها هو محل تقدير من جميع فئات الوطن"، مشددا على أن "مناورات رئيس النظام ومحاولات إطالة فترة بقائه وبقاء هذا النظام المرفوض لا جدوى منها مطلقاً".
وفي تعز قتل متظاهران يمنيان برصاص قوات الأمن أمس، فيما أصيب العشرات بجروح، حسبما أفاد شهود عيان.
إلى ذلك جمدت الولايات المتحدة مساعدة ضخمة إلى اليمن في فبراير بسبب الأوضاع المتوترة فيه مما يشكل تغييرا مفاجئا في سياستها مع حليفتها في الحرب على الإرهاب. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هذه الدفعة من المساعدة والمقدرة بمليار دولارأوأكثر كانت بهدف إعادة التعاون بين الولايات المتحدة واليمن لمكافحة الإرهاب إلى المسار الصحيح. وكان من المفترض أن تسلم واشنطن في فبرايرالدفعة الأولى من المساعدة وهي الأكبر للبيت الأبيض من أجل ضمان تعاون أكبر من قبل الرئيس اليمني في المعركة ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن.