اتفق الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت على البدء في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن الوضع الأمني في منطقة أبيي اعتبارا من يوم أمس. وقال رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، ثابو مبيكي في تصريحات عقب اجتماع رئاسي انعقد أول من أمس بالقصر الرئاسي في جوبا: إن الطرفين وافقا على برنامج العمل الخاص بمحادثات أديس أبابا

والمتعلق بالمسائل الأمنية والاقتصادية وقضية الديون. وأضاف أن اجتماع جوبا يأتي في إطار ما تم الاتفاق عليه بين البشير وسلفاكير على عقد اجتماعات بصورة دورية كل أسبوعين بالتناوب في كل من الخرطوم وجوبا.

وكشف مبيكي عن أن اجتماعا سيعقد في واشنطن مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والدائنين في 15 أبريل الجاري بمشاركة وفد من حكومة السودان ووفد من حكومة الجنوب، وذلك لمناقشة مسألة ديون السودان الخارجية والقضايا الاقتصادية بين الشمال والجنوب.

إلى ذلك أكدت واشنطن التزامها بالضغط على حكومة الجنوب لأجل الكف عن دعم المعارضة الشمالية خاصة حركات دارفور. وجددت تعهداتها بالمضي في سبيل تطبيع العلاقات مع السودان، في وقت كشفت فيه الحكومة عن استمرار وجود الحركات الدارفورية المسلحة داخل الجنوب. ونفت الخرطوم وجود أية علاقة لها بالانفلاتات الأمنية التي تدور بالإقليم.

وفي سياق متصل أشارت تقارير لمؤسسة إيناف بروجكت المتابعة للأوضاع في السودان إلى أن الجيش السوداني حشد أسلحة ثقيلة ومروحيات هجومية ودبابات قرب الحدود مع أبيي. وقالت المؤسسة إن صورا بالأقمار الاصطناعية تظهر أن جيش الشمال نشر خلال الأسابيع القليلة الماضية مروحيتين هجوميتين ونحو تسع دبابات مقاتلة وشاحنات في قاعدة عسكرية تقع على بعد نحو 175 كيلومترا من مدينة أبيي. واعتبر المدير التنفيذي للمؤسسة جون برادشو أن "قيام القوات المسلحة السودانية بتعزيز قدرة القوات الجوية والأرضية يمثل تراكما كبيرا لقوة النيران في منطقة متوترة"، ويمثل تصعيدا كبيرا من جانب القوات السودانية.

من جهته نفى المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد وجود قوات للجيش داخل أبيي. مؤكدا أن الجيش حر في نشر قواته طبقا لما يراه مناسبا في القاعدة ما دامت تقع في الشطر الشمالي.