تصاعدت أزمة التسرب الإشعاعي في اليابان عقب الزلزال الذي ضرب منطقتي مياجي وياماجاتا "الشمال الشرقي" أول من أمس بقوة 7.1 درجات على مقياس ريختر، وأدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 140 آخرين، بعد أن أعلنت شركة كهرباء "توهوكو" التي تدير محطة "أوناجاوا" النووية في منطقة مياجي عن حدوث تسرب مياه مشعة من المحطة. ونقلت هيئة الإذاعة اليابانية الوطنية (إن أتش كيه) عن الشركة قولها انسكبت المياه على أرضية مفاعلات المحطة الثلاثة، وأن كمية المياه المنسكبة بلغت 8 .3 لترات بحد أقصى. وأضافت الشركة أنها اكتشفت تسربات في ثمانية مواقع مختلفة في المحطة، من بينها المباني الداخلية التي تحيط بالمفاعلات، وأن المياه تسربت من أحواض الوقود المستنفد في مفاعلين نوويين وأجزاء أخرى من المحطة. وتابعت الشركة أن مستويات الإشعاع لم تتغير خارج المحطة. وأشارت "إن أتش كيه" إلى أن لوحات الانفجار ـ أجهزة مصممة للتحكم في الضغط داخل تلك المباني ـ تعرضت لأضرار في مبنى التوربينات الخاصة بالمفاعل رقم 3. وفقدت المحطة التي توقف العمل بها منذ زلزال الحادي عشر من مارس (الذي بلغت قوته تسع درجات على مقياس ريختر) اثنتين من وصلاتها الكهربية الخارجية الثلاث عقب زلزال ليل الخميس الماضي، ما أدى إلى توقف أنظمة التبريد الخاصة بأحواض الوقود المستنفد عن العمل بشكل موقت.
وذكرت هيئة الأرصاد الجوية أن زلزال الخميس هو أحد توابع زلزال مارس الماضي, وحذر مسؤول من الهيئة من احتمال وقوع زلزال آخر كبير في نفس المنطقة. وأفاد مسؤولون محليون بأن حرائق اندلعت في ثلاث مناطق فيما تم الإبلاغ عن 13 حالة تسرب غاز في مدينة سينداي، عاصمة مياجي. وتوقفت بعض خدمات القطارات وانقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغاز عن نحو 8300 منزل في منطقة واسعة من مياجي. وذكرت تقارير إخبارية أمس أن الحكومة اليابانية ربما تصدر تحذيرا بإجلاء السكان الذين يعيشون في مناطق تتجاوز دائرة نصف قطرها 30 كيلومترا حول محطة فوكوشيما النووية.
وفي سياق متصل عبرت وزارة الخارجية الصينية أمس عن قلقها لإقدام اليابان على ضخ مياه ملوثة إشعاعيا في البحر، وهي المياه المتسربة من محطة نووية معطوبة، وحثت بكين جارتها على حماية البيئة البحرية. وقال هونج لاي المتحدث باسم الخارجية الصينية في بيان "بوصفنا من جيران اليابان نعبّر بطبيعة الأمر عن قلقنا في هذا الشأن. نتعشم أن تتصرف اليابان بمقتضى القانون الدولي وأن تنتهج إجراءات فعالة لحماية البيئة البحرية". وكشفت كوريا الشمالية أمس عن مستوى من الإشعاع في الهواء للمرة الأولى، وقالت وسائل الإعلام الكورية: إن حجم الإشعاع الذي جرى رصده ليس كافيا لإحداث ضرر بين السكان. وقالت وكالة "يونهاب" للأنباء: إن آثارا من المواد المشعة مثل اليود والسيزيوم عثر عليها في المدن الرئيسية في البلاد أوائل الأسبوع الماضي، لكن وسائل الإعلام الرسمية لم تكشف عن حجمها.