يبذل كثير من القوى الوطنية، والتي تبتغي لعب دور أكبر على الساحة السياسية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمون، جهودا واسعة لحشد المصريين اليوم بميدان التحرير في "مظاهرة مليونية" للضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة للقيام بتطهير البلاد من رموز النظام السابق ومحاسبتهم بمن فيهم الرئيس السابق حسني مبارك. وفي غضون ذلك أخضع رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق زكريا عزمي للتحقيق أمام فريق من جهاز الكسب غير المشروع.

وتوصف "مليونية" اليوم بأنها ستضع حدا لتباطؤ المجلس الأعلى في محاسبة المتورطين في قضايا فساد، وترفع عنه الحرج في إخضاع مبارك وأولاده للتحقيق. وكذّبت إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة تصريحات صحفية منسوبة للمشير محمد حسين طنطاوي منقولة عن مجلة "دير شبيجل" الألمانية تتحدث عن ممارسة ضغوط كبيرة على الجيش كي يمتنع عن محاسبة مبارك وأسرته.

ودعا مرشد الإخوان محمد بديع في رسالته الأسبوعية أمس"الشعب إلى المشاركة في المظاهرة للمطالبة بالإسراع بتغيير المحافظين، وحل المجالس المحلية والاتحاد والنقابات العمالية، وحل الحزب الوطني وإعادة فتح ملفات نهب أراضي الدولة وبيع القطاع العام والمبيدات المسرطنة، والمسؤولين عن قتل المصريين من خلال تسميم غذائهم وشرابهم وتدمير صحتهم". وعلمت "الوطن" أن الجماعة طالبت من أنصارها في جميع المحافظات شد الرحال إلى القاهرة للمشاركة في التظاهرة. وكشف "تحالف ثوار مصر" عضو اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة عن برنامج مظاهرة اليوم، وقال إنه سيضمن، "ترانيم قبطية"، تليها خطبة الجمعة يلقيها الداعية صفوت حجازي، وبعدها تبدأ كلمات لأكثر من 15 شخصية شهيرة شاركت في الثورة، ليس من بينهم مرشحون محتملون للرئاسة، يليها النطق بالحكم على مبارك.

إلى ذلك شكلت المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، لجنة "تقصي حقائق" لأحداث "ثورة 25 يناير"، ويشمل نطاق عملها جميع محافظات الجمهورية. وقال رئيس المنظمة المحامي محمد زارع "اللجنة تستهدف محاولة لكشف الحقائق بشأن أحداث الثورة، وتوثيق أحداثها والمنظمة تقدم المساعدة القانونية لأسر الشهداء والمصابين".

إلى ذلك بدأ فريق من المحققين بجهاز الكسب غير المشروع التحقيقات مع رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق زكريا عزمي، بشأن الاتهامات المنسوبة إليه والواردة في التقارير الرقابية من تضخم ثروته، وعدم تناسب حجمها مع إقرار الذمة المالية المقدمة منه، وكذلك استغلاله لنفوذه السياسي في تحقيق مصالح اقتصادية على مدار السنوات الماضية. ونفى مصدر بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يكون المشير طنطاوي أجرى أي حوارات صحفية للمجلة الألمانية. ونقل الحوار الذي وصف بـ "المفبرك" أن المجلس الأعلى يتعرض لضغوط خارجية لعدم محاكمة مبارك وأي من أولاده. كما نقل الحوار عن طنطاوي "أن وجود مبارك في شرم الشيخ إلى الآن، يُضعف موقف المجلس بشكل كبير أمام الشارع المصري، إضافة إلى أن الجيش هو من ضغط على مبارك لكي يتنحى".