أقصد بعنوان مقالي هذا، الجماهير الواعية التي تتابع وتشجع فرقها دون تعصب بل بحثاً عن المتعة والتسلية والانتماء، هذه الجماهير بكل أسف عرضة للاندثار والتواري نتيجه لازدياد الأجواء السلبية التي تحيط بمتابعتهم خصوصاً من الجانب الإعلامي سواء المرئي أو المكتوب.

فمن برنامج تلفزيوني ضيوفه يحملون مرتبة "متعصب بكل جدارة" إلى برنامج آخر يعده ويقدمه مجموعه من المطبلين لأنديتهم، إلى كاتب مقال ينثر لنا أكاذيب ويروج لأفكار بالية طواها الزمن لكنها لا تزال في مخيلته.

لكم أن تتابعوا خمس برامج رياضية لتجدوا أن جل الضيوف أوالمعدين أو المقدمين من تلك النوعيات التي ذكرتها لكم، وقد أستطيع أن أجد مبرراً لذلك الوضع في القنوات التجارية، لكن أن يكون في التلفزيون الرسمي الحكومي فلا أجد سبباً لهذه الإثارة سوى أحد أمرين، إما تقليداً لبرامج القنوات التجارية بركوب موجة الإثارة واستخدام الكذب والتدليس والخداع، أو هو تعمد من يقوم على تلك البرامج بتصفية حسابات للنيل من مخالفي الميول من خلال تقديم وجبات تعصب لمتابعيه، وفي كلا الحالتين، الأسلوب خاطئ والنتيجة سلبية للأسف.

أما كاتب العمود الصحفي المتعصب فهو من سخر قلمه لخدمة ناديه وبما يتوافق مع رغباته وأحواله، فهذا كاتب يكتب مقالاً ثم يرد على نفسه في صورة هزلية مضحكة، وآخر يكتب في الليل ليناقض ما قاله في التلفزيون نهاراً.

وفي نفس السياق دخلت بعض القنوات الإذاعية على الخط وفتحت مجالاً جديداً لهؤلاء المتعصبين ليمارسوا فيها نفس المهام وبنفس الآلية والأسلوب؛ فأصبحت جميع قنوات التواصل الإعلامي متاحة لصوت التعصب وبلغة واحدة لا تكاد تميز الفرق بينها إلا من أسماء ممارسيها فقط لأن الفكر واحد والنهج متشابه.

بكل أسف إن إشاعة هذه الأجواء السلبية، ازداد مع ارتفاع سقف الحريات وزيادة قنوات التواصل مع الجماهير؛ الذي فهمه البعض بأنه يستطيع أن يقول كل ما يريد وبأي مدى دون حدود يقف عندها، فاستغل ذلك البعض وأخذ يكذب ليلاً ونهاراً، بل أن المصيبة تكمن في إنه يصدق أكاذيبه ويحاول ترويجها!.

هذه الممارسات دفعت البعض للابتعاد عن متابعة الوسط الرياضي، وقد يأتي يوم نجد فيه أن جل الجماهير ابتعدت عن المدرجات وتوارت وتبقى لنا فئة المتشنجين وغلاة التعصب.

عناوين أخيرة:

مهرجان اعتزال الدعيع يجب أن تشارك فيه الجماهير بمختلف ميولها، لأن ما قدمه الدعيع للكرة السعودية يفوق ما قدمه كل حراس مرمى المنتخب السابقين وحتى اللاحقين، وتكريمه مسؤولية جماعية أقلها حضور الاعتزال.

‏تحسن أداء الاتفاق والأهلي هذا الموسم يعطي تفاؤلاً كبيراً بأن الكرة السعودية قد تعود من جديد، خصوصاً إذا ما عاد الهلال والشباب والاتحاد لتقديم مستوياتهم المعروفة عنهم، فاتساع حجم المنافسة يزيد من قوة المنتخب.

‏نسمع عن البوابات الإلكترونية ولا نراها وكان أمر إنشائها يتطلب موافقة الهيئة الدولية للطاقة الذرية! على هذا النمط كم يتطلب ترقيم الكراسي على التذاكر من وقت حتى ينفذ؟

أيام قليلة ويفتح باب الانتقالات الشتوية لتتحرك الأندية في تعديل أخطاء الصيف عبر سوق لم يبق فيها إلا العاطلين عن العمل، ومن لم يجد فرصة في اللعب صيفاً يجدها لدينا شتاءً والله المستعان.

أحداث مباراة الهلال مع الشعلة هي امتداد لمسلسل نزول الجماهير لأرض الملاعب الصغيرة في مشهد مخجل وغير حضاري؛ يجعل من أمر إقامة بعض المباريات في الملاعب الصغيرة محل مراجعة لأن مقومات إقامة مباريات جماهيرية غير متوفرة في هذه الملاعب.