قال أول مهندس لديكور الطائرات الخاصة واليخوت في العالم العربي الدكتور المهندس نايف الصقران إن الثراء الذي يعيشه المجتمع العربي وبالأخص المجتمع الخليجي دفع بالطبقة المخملية للتنافس على اقتناء الطائرات الخاصة، وبأحدث الموديلات والديكورات الخاصة، والبحث عن أفضل المصممين الداخليين المتخصصين بالطائرات الخاصة لعمل الديكورات ذات الطابع الخاص وفق إطار يتسم بكل معاني الفخامة والرفاهية.
وروى الصقران وهو محاضر وعضو بهيئة التدريس بقسم هندسة الديكور بوزارة التعليم العالي لـ "الوطن" قصته مع تصميم ديكورات الطائرات الخاصة التي امتدت لأكثر من 20عاما، وكيف اتجه إلى هذه المهنة، مشيرا إلى أنه كان ينوي في البداية أن يكون طيارا، لكن حادثة وقعت لطائرة كانت تقله هو وأحد أصدقائه خلال رحلة لها من فلوريدا بأورلاندو إلى نيوماكسيكو دفعته إلى تغيير تخصصه، بعد أن تقدم بأوراقه لدراسة الطيران .
وأضاف أن الحادثة ـ التي كادت تودي بحياته ـ وقعت قبيل التحاقه بعلوم الطيران بثلاثة أشهر، وبعد أن تمت الموافقة على دراسته، ولكن الحادثة أحدثت تغييرا لمسار حياته، من دراسة الطائرات كطيار مدني إلى دراسة التصميم الداخلي للطائرات واليخوت، خاصة التصميم الداخلي للطائرات الرئاسية والخاصة، مشيرا إلى أن هذا التخصص كان موضوع رسالته للماجستير التي تعتبر الرسالة الأولى في هذا الموضوع على مستوى الشرق الأوسط.
وبين الصقران أن توجهه للتصميم الداخلي للطائرات الخاصة نبع من هوايته للفن منذ حداثة سنه، مشيرا إلى أن الرغبة لدراسة الهندسة والعمارة الداخلية نمت لديه، ودفعته ليتعلم كافة الاتجاهات ومدارس هذا النوع من الفن بشكل أكاديمي، وبعد دراسته وحصوله على البكالوريوس في هندسة الديكور بتقدير امتياز وتخرجه أولا على الدفعة، بدأ التحضير للدراسات العليا وحصل على درجة الماجستير، ومن ثم درجه الدكتوراه، حيث تناول في رسالتيه تصميم وتنفيذ ديكورات الطائرات واليخوت الخاصة فئة الـ VIP، وديكورات القاعات الرئاسية والمطارات الدولية وفنادق الخمس نجوم والقصور، ومارس عمله في عالم التصميم الداخلي، وقد كلل خطواته تلك بإنشاء مركز نايف الفني للديكور بالكويت عام 1986م.
وبين الصقران أن المجال الذي يعمل فيه قد يكون بعيدا عن مخيلة العديد من الناس، وهو بلا شك جانب جميل ذو خصوصية تحمل في طياتها معنى التدفق الإبداعي، وأعلى درجات الفخامة والخيال والروعة، وهذا النوع من الفن يقتصر على فئة معينة ونوعية خاصة من الناس، وهم رؤساء الدول والأمراء والشيوخ والرموز والطبقة المخملية التي تتسم بالثراء .
وعن آلية عمله في تصميم الديكورالداخلي للطائرات أشار إلى أن "الآلية تتم بالاتفاق مع مالك الطائرة، وأقوم بتقديم عدة أفكار وتصميمات بناء على التوجه والطراز المطلوب، وفي حال الموافقة على التصميم يكون هناك عقد اتفاق للبدء في أعمال التنفيذ، موضحا فيه الشروط ومواد التنفيذ التي يجب أن تراعي شروط السلامة، وأن تكون مقاومة للحريق من خلال معالجتها بمواد خاصة، وأن تكون أيضا سهلة الفك والتركيب في بعض الأماكن للصيانة" مشيرا إلى أنه قبل البدء بتنفيذ التصميم الداخلي للطائرة يجب التنسيق مع المهندسين المتخصصين بصيانة الطائرات.
وعن متطلبات اقتناء طائرة خاصة أشار الصقران إلى أن اقتناء الطائرات الخاصة لا يرتبط فقط بالقيمة المادية للطائرة، بل توجد تبعات كثيرة منها الطاقم الخاص لتشغيل تلك الطائرة من طيارين وطاقم الضيافة، وأيضا الطاقم الخاص للصيانة وكذلك المبالغ اللازمة لأرضيات الطائرة في حال توقفها في المطارات، وهذا كله يستلزم تكلفـة باهظة الثمن، مما يقصراقتناء تلك الطائرات على فئة الأثرياء جدا .
وأشار إلى أن اليخوت أقل تكلفة من الطائرات، مما يمكن الكثير من اقتنائها، مبينا أن التكلفة المادية لإعداد الديكورللطائرة تتفاوت تبعا للتفاصيل وكم العمل المطلوب، وأيضا نوعية المواد المستخدمة في التنفيذ، حيث تقدرالقيمة المادية بناء على كل ذلك.