ضرب زلزال جديد بلغت شدته 7.4 درجات بمقياس رختر، شمال شرق وشرق اليابان أمس، وصدر تحذير من موجات مد على ساحل شمال شرق اليابان، وأمرت السلطات المواطنين المقيمين شمال شرق البلاد بمغادرة المناطق الساحلية والانتقال إلى أراض مرتفعة، والمنطقة التي ضربها الزلزال هي نفس المنطقة التي ضربها زلزال مدمر في 11 مارس المنصرم، والذي أعقبته موجات مد عاتية "تسونامي"، مما أسفر عن مقتل 12608 أشخاص، وفقدان 15073 شخصا.
تم ذلك في الوقت الذي بدأت فيه شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو"، القائمة على تشغيل محطة فوكوشيما النووية شمال شرق اليابان بضخ النيتروجين في أحد مفاعلات المحطة للحيلولة دون حدوث انفجار هيدروجيني محتمل.
وقالت الشركة إنها بدأت في ضخ غاز النيتروجين في وعاء الاحتواء بالمفاعل رقم 1 بالمحطة، ومن الممكن أن تستغرق عملية ضخ 6000 متر مكعب من غاز النيتروجين ستة أيام.
وقالت الشركة إن عملية الضخ سارت بصورة طيبة، كما زاد الضغط علي وعاء الاحتواء كما هو متوقع، ووصف المتحدث باسم وكالة السلامة النووية والصناعية الحكومية هيديهيكو نيشياما عملية الضخ بأنها "إجراء وقائي" ونفى وجود "خطر فوري" من حدوث انفجار، وأنه سيتم ضخ غاز النيتروجين في المفاعلين 2 و 3 في وقت لاحق.
وطالبت الوكالة الشركة بمراقبة مستويات الإشعاع في المناطق المحيطة، والإفصاح التام عن كل المعلومات، وقالت الشركة والوكالة إنهما تعتقدان أن هناك احتمالات ضئيلة لحدوث انفجار هيدروجيني آخر علي الفور، أو انطلاق مواد إشعاعية بكميات كبيرة بعد الضخ.
وقد وقعت انفجارات هيدروجينية في المحطة التي تضم ستة مفاعلات، على مسافة 250 كيلو مترا شمال شرق طوكيو بعد فترة من تضررها بسبب الزلزال.
وقدرت "تيبكو" أن 70 % من قضبان الوقود في المفاعل 1 قد تضررت، في حين تضرر 30 % و 25 % من قضبان الوقود في المفاعلين 2 و 3 على التوالي.
وأثناء عملية ضخ النيتروجين استمرت تيبكو في التخلص من المياه الملوثة لاحتواء الإشعاع منخفض المستوى من أجل إفساح الطريق لتخزين مياه ملوثة بمستويات إشعاع أعلى، والتي عرقلت جهود العاملين لاستعادة العمل في المحطة.
وأثار إطلاق المياه الملوثة في مياه المحيط الهادي مخاوف المجتمع الدولي من إمكانية تلوث مياه البحر، وأسفر عن احتجاجات شرسة من قبل قطاع الصيد. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء يوكيو إدانو إنه بعد مرور نحو شهر على بداية الأزمة النووية، تدرس الحكومة إمكانية السماح للمواطنين الذين تم إجلاؤهم من منطقة حول المحطة بالقيام بزيارة قصيرة إلى منازلهم لجمع مستلزماتهم، وأضاف إدانو أن الحكومة والخبراء يدرسون كيفية تأمين هذه الزيارة.
وكانت طوكيو قد أمرت المقيمين على بعد 20 كيلو مترا من المحطة بترك منازلهم والسكان المقيمين على بعد 20 إلى 30 كيلو مترا بالبقاء في منازلهم.
وأضاف إدانو إن الحكومة ربما تغير مستويات التعرض للإشعاع التي تستخدمها الآن لتحديد المناطق التي يجب إجلاء السكان منها، وقال إن المستوى الحالي "وضع وفقا لاحتمال وقوع حادث يمكن أن يؤدي لإطلاق كميات كبيرة من المواد الإشعاعية في وقت قصير "، وأضاف " لقد طلبنا من الخبراء النوويين دراسة ما يجب فعله في المناطق التي تتعرض لمستويات مرتفعة من الإشعاع". وفي الوقت الحالي، يتعين إجلاء أي منطقة يصل فيها المستوى الإشعاعي لأكثر من 50 مليسيفرت/ ساعة، كما تنصح الحكومة السكان بالبقاء في منازلهم عندما يتجاوز الإشعاع 10 مليسيفرت/ساعة.
وأفادت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية أن وكالة السلامة النووية طلبت من الحكومة إصدار أمر إجلاء في حالة احتمال تعرض السكان لجرعة تقدر بـ20 ملي سيفرت على مدار العام، بارتفاع عن المستوى الحالي، وهو واحد ملي سيفرت في العام. وذكرت " كيودو" نقلا عن مصادر دبلوماسية أميركية لم تسمها أن الحكومة الأميركية تجري الترتيبات الأخيرة لزيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لطوكيو الشهر المقبل، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي فيما يتعلق بمواجهة الكارثة في اليابان. وتعهدت واشنطن بتقديم دعم لليابان، وحشد نحو 20 ألف شخص و 140 طائرة، وأكثر من 20 سفينة من أجل المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة في اليابان. وأعلنت الحكومة اليابانية أن الإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو سيقومان اليوم بزيارة مواساة إلى الذين تم إجلاؤهم من المناطق القريبة من محطة الطاقة النووية المتضررة في فوكوشيما. ووفقا لوكالة البلاط الإمبراطوري فإن الإمبراطور والإمبراطورة سوف يتوجهان إلى مدرسة ثانوية في مدينة كازو شمال طوكيو حيث يوجد 1200 شخص هربوا من بلدة فوتابا، ومن المقرر أن يزور الإمبراطور والإمبراطورة أيضا المناطق التي ضربها الزلزال وموجات تسونامي، وذكرت وكالة أنباء كيودو أن الاثنين أصيبا بانزعاج كبير من جراء الدمار الذي أحدثته الكارثة المزدوجة في هؤلاء المتضررين.
وفي مارس الماضي، زار الإمبراطور والإمبراطورة سكانا آخرين من فوكوشيما يقيمون في مركز إيواء بوسط طوكيو.