قضت المحكمة الجزئية بالمدينة المنورة الأسبوع الماضي بالسجن شهرين والجلد 200 جلدة متفرقة على شاب عشريني قام بسرقة سيارة لينقذ بها سيارة أخرى عالقة بعبارة تصريف السيول. وكان الشاب قد استغل سفر جاره وقام بأخذ سيارته دون علمه، وطلب من صديقيه الحدثين مرافقته للتجول في أطراف المدينة، وأثناء محاولتهم المرور بعبارة لتصريف مياه السيول علقت السيارة، وعجزوا بعد عدة محاولات عن إخراجها، لتنتاب الشاب "السارق" حالة من الضيق والحزن كونه لم يتوقع هذا الموقف الذي انتهت إليه مركبة جاره، حيث يخشى أن يعود من سفره ويفجع باختفائها.

وحاول أحد رفيقيه التخفيف عنه وأخبره عن سيارة يعرف صاحبها ويمكنها أن تعمل بأي مفتاح فانطلقوا لها وقاموا بأخذها من أمام مقر عمل صاحبها، واتجهوا للسيارة العالقة لسحبها وإخراجها غير أنهم فشلوا مرة أخرى، وكان الحل الذي وصل إليه تفكيرهم هذه المرة بعد أن أعيتهم الحيلة أن يحضروا بخاخ الطلاء والرش ويكتبوا على السيارة بالأحمر: "تالف ترفع" من باب العبث، ولتتولى جهة حكومية رفع السيارة من الموقع.

وما كان منهم إلا أن أسرعوا بعد أن تركوا تلك الكتابة على المركبة العالقة ليعيدوا المركبة "المسروقة" الثانية قبل خروج صاحبها من عمله، إلا أنه وخلال مرورهم بمنعطف لم يتمكن قائد المركبة من السيطرة عليها فارتطمت بالرصيف مما أتلف إطارها الأمامي فأخذوها لأقرب محطة وقود بصعوبة، وتوقفوا قرب سيارة مشابهة لها وجدوها متوقفة داخل المحطة، وقاموا برفع السيارتين وأثناء عملية تبديل الإطار المعطوب بآخر مسروق حاصرتهم الدوريات الأمنية وتم القبض عليهم. وصادق الشاب لدى مثوله أمام المحكمة على اعترافه هو ورفيقيه اللذين فرزت لهما قضية مستقلة كونهما حدثين واتهما بالمشاركة بسرقة سيارة ومحاولة سرقة إطار من سيارة متوقفة، وجاء حكم قاضي الجزئية مخففا لما ظهر على المدعى عليه من بوادر التوبة والندم ولعدم وجود سوابق مسجلة ضده.