كل القواسم المشتركة بين شعوب دول الخليج العربي تستدعي اليوم نجاح الدعوة الصادقة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في قيام كيان واحد.. تتجاوز من خلاله دول المجلس مرحلة التعاون إلى الاتحاد..

تتوفر لهذا الاتحاد عوامل عدة تكفل له النجاح، تفوق تلك التي توفرت للاتحاد الأوروبي بالنظر لاختلاف دياناته وأنظمته السياسية ومكوناته الثقافية.. فكيف بالاتحاد الخليجي إذا ما نظرنا للقواسم المشتركة الكثيرة، دينيا وسياسيا واجتماعيا.

والأجمل أن الدعوة جاءت من رجل حكيم يقود دولة هي الكبرى في منظومة مجلس التعاون.. وذات عمق استراتيجي مهم لجميع الدول الخليجية دونما استثناء.. وهذا ما يعطي الدعوة بعدا صافيا ومهما..

الظروف الدولية التي تعصف بالعالم اليوم وحساسية المرحلة وخطورتها، تمنح الدعوة أهمية كبرى.. وتجعل منها مبررا ومحفزا أقوى للتكامل بين دول مجلس التعاون.. لأن حدوث ذلك يعني استقرار هذه المنطقة المهمة من العالم.. ناهيك أنه سيجعل منها قوة اقتصادية عظمى في العالم.

أما بقاء الوضع الحالي، وفقا للمعطيات الآنية فيعني أن بعض دول الخليج مهددة لا محالة في أمنها ووحدتها ومستقبلها.. وعرضةً للتفكك والضياع.. بل وربما يجعل منها يوما ما درسا في مادة التاريخ للأجيال القادمة.

إن أكبر تحد يواجهه مجلس التعاون اليوم هو تحويل الفكرة إلى واقع.. تحويل "المجلس" إلى "اتحاد".. إلى يد واحدة في مواجهة التحديات والمخاطر. تدعم ذلك تطلعات الشعوب الخليجية إلى تعزيز وضمان مسيرة المجلس، والاطمئنان على مستقبلها، ومستقبل أجيالها القادمة.

ما أجمل أن نصحو يوما على إعلان قيام (اتحاد الخليج العربي).. كيان فيدرالي واحد.. مواطن خليجي واحد.. ديانته واحدة.. مصالحه واحدة.. همومه واحدة.. تطلعاته وأحلامه واحدة.