لا يمكن لأي متطلع إلى الوحدة العربية إلا أن يرحب بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى اتحاد دول مجلس التعاون، بعد تاريخه الطويل، في إطار المجلس الخليجي.

والاتحاد الذي دعا إليه الملك عبدالله نابع من قناعته بأن القوة أساسها الاتحاد وأن الضعف والهوان سببهما الفرقة والتشرذم، وأن الواقع المرير الذي عاشته أمتنا العربية مرهون الخروج منه بالاتحاد والوحدة، أو أقله في مرحلة من مراحل التعاون.

كلمة وحدة، ربما تثير عند البعض حساسية خمسينيات القرن الماضي، وما نجم عن الوحدة المصرية السورية، والانهيار الذي أعقب انفصالهما، والشرذمة التي أصابت الجسد العربي.

ولكن في حالة دعوة خادم الحرمين الأخيرة، فالأمور تختلف، لأنها نابعة من تجربة التعاون على مدى أكثر من ثلاثة عقود، نضجت خلالها عوامل الوحدة، وتلاشت عبرها الفوارق بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، وقرّبت العوامل الاقتصادية المواطنين من بعضهم بعضا، وأكثر من ذلك كانت الأخطار التي تتعرض لها أي دولة تمس الدول الأخرى.

عوامل الوحدة بين الدول الست، عميقة بعمق العلاقة الأخوية التي تربط قادتها وشعوبها، وهي مؤهلة لتخطي العقبات، إن وجدت، عبر آليات يتفق عليها، كفيلة بتذليل ما يمكن أن يعكر على الخليجيين فرحتهم بتشييد أول لبنة في مدماك الوحدة، التي نتمنى أن تشمل كل أقطارنا العربية.