كشف مسح طبي على عينة من رواد أحد أسواق الرياض أن 93% من العينة يعانون زيادة الوزن والسمنة، وأن نحو 62% من الأطفال دون سن العاشرة الذين أجري عليهم المسح يعانون من فرط البدانة والسمنة، ومهددون بخطر الأمراض المتعلقة بها مستقبلا.

وأظهر المسح الطبي على رواد سوق "الرياض جاليري" والذي يأتي ضمن برامج الحملة الوطنية لمكافحة السمنة أن من بين 436 امرأة تعاني 93 % من زيادة الوزن والسمنة، ونفس النسبة من بين 181 رجلاً خضعوا للفحص، وتتراوح أعمار السعوديين والسعوديات في العينة بين العاشرة وفوق الأربعين من العمر.

وانطلقت الحملة الوطنية لمكافحة السمنة في عدد من أسواق الرياض، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين والمقيمين، لمعرفة أخطار السمنة والآثار المترتبة عليها مع تقدم العمر، إلى جانب تقديم الفحص المجاني والاستشارة المجانية للراغبين من المواطنين والمقيمين، وتوجيههم إلى الطرق الصحية المفيدة في النمط الغذائي السائد لديهم.

وتقول إخصائية العلاج الطبيعي بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض وعضو الحملة هتون العبد الكريم، إن معظم أسئلة الحضور تدور حول الحركات الرياضية المناسبة لتطبيقها على الجسم، وكذلك أسئلة حول آلام المفاصل ومدى مناسبة بعض الحركات التي يطبقها من يعاني من السمنة.

وأوضحت أن السعوديات يستفسرن عن آلام المفاصل وأسفل الظهر والركبتين، والحركات الرياضية المناسبة، إلى جانب ما إذا كانت الرياضة كافية بدون عمل حمية أو العكس، حمية بدون رياضة، موضحة أنهم في الحملة يقدمون نصائحهم بالطرق الصحيحة لإنقاص الوزن، وأهمها أن يصاحب الحمية عمل تمارين رياضية.

وأكدت هتون أن الحملة أظهرت مدى تعطش الناس للمعلومات الخاصة بالوزن والسمنة، والاستعداد لتغيير السلوك الغذائي، وأنهم يعانون من شح المعلومة الصحيحة في هذا الموضوع، مشيرة إلى أن شكاوى الأمهات تركز على المقاصف المدرسية ودورها في زيادة وزن الأطفال، وعدم قدرتهن على السيطرة على أطفالهن في المدارس.

وأوضحت سارة المعمر (متطوعة في الحملة) أن دورها هو تقديم التوعية للناس بأخطار السمنة، والتعريف بالوجبات الصحية التي يحتاجها الجسم، ومقدار الفواكه المطلوبة، ومقدار النشويات واللحوم، وغيرها من الأغذية التي يحتاجها الجسم، مبينة أن كثيرا من السعوديات يشتكين من قلة الحركة والأكل غير المنظم.

وانطلقت الحملة الوطنية لمكافحة السمنة في مدينة الرياض قبل ثلاثة أسابيع. وهي حملة تستهدف التواصل مع الناس في الأسواق ووسائل الإعلام، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، وخلال عطلة نهاية الأسبوع يومي الخميس والجمعة تعمل الحملة على تنظيم معرض متنقل يضم كافة المعلومات والمطبوعات للجمهور، إضافة إلى تجهيزه بالأجهزة الضرورية للفحص ومعرفة مقدار الشحوم في الجسم. كما تتضمن تنفيذ برنامج قافلة التوعية بالسمنة في الأسواق التجارية في عدد من مناطق المملكة، من خلال تنفيذ مهرجانات ترفيهية تثقيفية حول السمنة خلال عطلة نهاية الأسبوع في مواقع داخل الأسواق التجارية ومراكز التسوق المعروفة في الرياض، وجدة، والدمام، وأبها، والأحساء، والقصيم، الطائف.

وفي جانب آخر من فعاليات الحملة تكون هناك فرقة ترفيهية للأطفال تقدم لهم المعلومة في قالب ترفيهي ومسلٍ وبمشاركة من الأطفال مع شخصيات كرتونية محببة وتستمر من الخامسة مساء إلى الحادية عشرة ليلا خلال أيام الحملة داخل الأسواق.