هل تذكرون رجل الأعمال الذي تبرع بربع ثروته؟ وخصص هذا التبرع لأهله وجماعته! بكل تأكيد لا يعترض أحد على كيفية التبرع ولكن نعترض عليه جميعاً عندما يجعل التبرع خبراً يحقق منه (فرقعة) إعلامية.

على العكس من ذلك المتبرع، في مجتمعنا رجال وسيدات أعمال كثر يتبرعون في السر ولهم أيادي بيضاء على أفراد محتاجين (تحسبهم أغنياء من التعفف) وعلى مستشفيات ودور أيتام. وبدون ذكر لأسماء هؤلاء الفضلاء، نسمع عن عشرات الملايين من الريالات التي خصصوها لأجهزة طبية وبناء مساجد وكفالة أيتام وتحمل تكاليف تعليم المبدعين ورعايتهم. واليوم أدعو هؤلاء التجار وأدلهم إلى تبني مشروع كبير يحقق لهم الأجر الذي يبغونه من التبرع.. ويحقق لهم تقديم خدمة نادرة ذات نفع اجتماعي عظيم لأعداد كبيرة من المحتاجين.

أدعو هؤلاء المحسنين إلى تبني مشروع بناء مستشفى لأمراض السرطان. وهو مشروع على عكس المتوقع بسيط وسهل تنفيذه .صحيح أنه في البداية يبدو صعباً نظراً لضخامة حجمه وتكاليفه العالية التي لا يستطيع تحملها فرد واحد، لكن لو فكر رجال الأعمال في طبيعة هذا المشروع المقترح لتمكنوا من عمل أربعة مستشفيات لأمراض السرطان في مناطق المملكة وليس في منطقة واحدة فقط. فالمشروع جماعي ويعتمد على تبرع رجال الأعمال جميعهم بتحمل أقساط من التكلفة على قدر أحجام تجارتهم حيث تتفاوت تبرعاتهم بين مليون وعشرات الملايين من الريالات وبذلك تنخفض قيم التكاليف.

سوف يسد هذا المشروع فراغاً لا تستطيع وزارة الصحة أن تتحمله وحدها أمام هذا المرض الذي أخذ يزداد انتشاراً وليست لدينا إحصائيات عن كم يحصد سنوياً. فهناك مئات وربما الآلاف من المصابين ينتظرون دورهم في العلاج وقد طال بهم الانتظار في أروقة المشافي ومن المؤكد أن بعضهم يموت لأنهم لا يملكون قيمة العلاج.إلى جانب ذلك سوف يرفع هذا المستشفي مستوى التدريب لطلبة كليات الطب ويرتقي ببيئة تعليم الطب الجامعي خاصة عندما يبدأ رجال الأعمال في الرياض وجدة والدمام والباحة وأبها بالإسراع في بناء مستشفى واحد لأمراض السرطان في كل منطقة من هذه المناطق.

هذه الدعوة تحتاج إلى رجل أعمال مبادر في كل منطقة ويعلن عن افتتاح حملة التبرع بعشرة ملايين ريال وتحتاج أيضاً من يعلن عن تبرعه بمليون وآخر بمائة ألف ريال. ترى من يملك المبادرة الآن؟