طالب رئيس قسم أمراض الكلى بمستشفى قوى الأمن الدكتور علي الحربي بتبني ودعم مشروع دراسة علمية تتمثل بمسح شامل على مستوى مناطق المملكة لمعرفة نسبة المصابين والمهددين بالإصابة بأمراض الكلى. مؤكدا أن عدد مرضى الفشل الكلوي في المملكة تجاوز الـ11 ألف مريض، منهم 60% في حاجة ماسة لزراعة الكلى، وأن نسبة الزيادة السنوية في المرضى تتراوح من 15-20%، وإذا استمر الوضع كما هو فإن المستشفيات لن تستطيع استيعاب وتغطية هذه الأعداد من مرضى الكلى مستقبلا.
جاء ذلك بمناسبة تنظيم قسم أمراض الكلى باليوم العالمي للكلى لعام 2011 أمس، يوما توعويا مفتوحا تحت شعار "احم كليتك تحافظ على قلبك"، بالتعاون مع قسم التوعية الصحية بالمستشفى.
واقترح الدكتور الحربي "تحويل مرضى الكلى إلى مراكز متخصصة تنشأ في الأحياء السكنية القريبة منهم تحت إشراف مباشر من المستشفيات المتخصصة كما هو معمول به في أغلب بلدان العالم، وهي تجربة ناجحة بكل المقاييس، وخير دليل على ذلك نجاح تجربة مستشفى قوى الأمن الذي يعد من أول المستشفيات التي طبقت هذه الاستراتيجية".
وقال "يجب على المؤسسات البحثية والمعنية بالصحة في المملكة التحرك السريع بإجراء دراسات وبحوث علمية بجميع مناطق المملكة، بمشاركة جميع الفئات العمرية من الجنسين، وذلك بأخذ عينات عشوائية من جميع فئات المجتمع، لفحص البول وضغط الدم والتاريخ العائلي لأمراض الكلي إن وجدت، لمعرفة مدى وجود البروتين، أو الدم المجهري، أو ارتفاع ضغط الدم الشرياني، التي تعد مؤشرا أوليا مهما لوجود خلل في الكلى، وهذه كمرحلة أولى، وبهذه الطريقة من الممكن أن نحصل على نسب تقريبية لمعدل الإصابه بأمراض الكلى في مراحل أولية.
وأضاف أن الدراسة لا بد أن تركز على الفئات ذات القابلية العالية للإصابة بأمراض الكلى، وهم مرضى السكر وضغط الدم، والسمنة، وأقارب مرضى الفشل الكلوي كونهم أكثر عرضة للأمراض الكلوية.
وعن الهدف من هذا المشروع، ذكر الدكتور الحربي أن هذا البحث يعد مشروعا صحيا استراتيجيا، سيحمي الكثيرين من أمراض الكلى وتبعاتها، وذلك من خلال الاكتشاف المبكر للمرض، الذي يساعد كثيرا في الوقاية والعلاج المبكر الناجح، وتجنب المرضى المخاطر الجانبية الكبيرة، ومن الأبعاد الاستراتيجية لهذه الدراسة التكاليف المادية الكبيرة لعلاج المراحل المتقدمة للفشل الكلوي ولزراعة الكلى.
وأشار إلى أن الدراسة تهدف إلى إيجاد خطة استراتيجية واضحة وقابلة للتطبيق العملي لعلاج مرضى الفشل الكلوي، لما قبل الفشل، وهي المرحلة المهمة التي تجب فيها المحافظة على الكلى، خصوصا أن معظم المرضى من الفئات العمرية المنتجة في الوطن الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30-50 عاما.
وأشار الدكتور الحربي إلى أن "الجمعية السعودية لأمراض وزرع الكلى أجرت قبل ثلاثة أعوام مسحا ميدانيا، بالتعاون مع جامعة هارفارد لنحو 500 زائر من زوار إحدى الأسواق، واتضح أن نسبة 5% منهم مصابون بأمراض الكلى، مما يعطي مؤشرا خطيرا لوجود مشكلة صحية مقبلة، مما دفعنا لهذه المطالبة كما يحثنا إلى مضاعفة الجهود التوعوية في هذا المجال، وذلك سعيا للحفاظ على صحة الفرد".