أوضح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن "التوجهات الإيرانية الأخيرة تسير في الاتجاه الخاطئ". فيما صدرت ردود فعل سعودية وعربية وغربية ناقدة لكلمة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس التي تهجم فيها على بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إذ أشاد وزير خارجية دولة البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بموقف دول المجلس من التحركات الإيرانية العدائية في المنطقة.
واتفق عدد من الباحثين الاستراتيجيين الأميركيين في حديث لـ"الوطن"على خطورة التصعيد الراهن لإيران في منطقة الخليج.
أوضح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل عقب اختتام الدورة الاستثنائية الحادية والثلاثين للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي الليلة قبل الماضية في رده على سؤال صحفي حول التوجهات الإيرانية الأخيرة أن " إيران تسير في الاتجاه الخاطئ"، فيما صدرت ردود فعل سعودية وعربية ناقدة لكلمة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، حيث أشاد وزير خارجية دولة البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بموقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي من التحركات الإيرانية العدائية في المنطقة وتدخلها المستمر في الشؤون الداخلية لدول المجلس من خلال التآمر على أمنها الوطني، وبث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها، بما يتنافى مع مبادئ حسن الجوار والأعراف والقوانين الدولية، وقال في تصريح إلى"الوطن" إن دعم دول مجلس التعاون لبعضها البعض أثبتت من خلاله أنها حقيقة واقعة وقائمة ومن ضمن المنظومات الرئيسية في العالم".
وقال عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة إن هذه التصريحات تدل على فكر القيادة الإيرانية الخطير الذي اتضح من خلال توجهاتهم بإيجاد شبكات تجسسية في دولة الكويت وتهديد الأمن القومي الكويتي من خلال عملها لمصلحة طهران.
وأضاف آل زلفة أن توجهات إيران في البحرين تنذر بخطورة الوضع من خلال محاولتهم إشعال الفتنة الطائفية، مشيراً إلى أن درع الجزيرة دخل بناء على اتفاقيات ومعاهدات قانونية ولا يمكن الطعن بقانونيتها لدعم دولة مستقلة دون التدخل في القضايا الداخلية فيها ولكن لحمايتها من التهديدات الخارجية، خاصة أن التهديدات التي حصلت تم الكشف أنها ضمن مخططات خارجية تم تنفيذها لمصلحة أجندة إيرانية، معتبرا أن موقف المنامة مع شركائها حمى البحرين من كارثة، مشيدا بموقف الشرفاء العرب من شيعة الخليج من الوضع الحاصل، معتبرا أن موقفهم يدل على الانتماء لأوطانهم، وقال " أما الذين لا انتماء لهم لأوطانهم، وولاؤهم لإيران فليذهبوا إليها".
من جانبه اعتبر المستشار الأمني السعودي منصور بن بطي العنزي أن التحركات الإيرانية في المنطقة تمثل تهديدا لأمن واستقرار دول الخليج مما يتطلب تعاونا مكثفا لمواجهته والتصدي له بكل قوة، واعتبر أن خلايا التجسس الإيرانية المكتشفة هي استمرار لأجندة إيرانية قديمة لتصدير الثورة نجحت الحكومات الخليجية في التعاون على مواجهته، كونه خطرا مشتركا كان العنصر الهام والحاسم في بناء منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، معتبرا أن في كلمة أحمدي نجاد غباء وبعدا عن فهم الواقع الخليجي المتحد.
ومن القدس المحتلة أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، لـ"الوطن" وقوف فلسطين إلى جانب الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي في وجه المؤامرات التي تحاك ضد دول عربية في مجلس التعاون" وقال "لقد حظيت قضية فلسطين على الدوام بالدعم والإسناد من الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن نمتن على الدوام لهذه المواقف الداعمة، ونحن نقف الآن إلى جانب دول التعاون الخليجي التي تواجه تلك المؤامرات".
ونوه المالكي إلى أنه " في خضم الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين أرسلنا رسالة تضامن وتأييد لوزير خارجية البحرين، أكدنا فيها على وقوف فلسطين شعبا وقيادة مع دولة البحرين في وجه المؤامرة التي حيكت ضد وحدة وأراضي البحرين".
وأضاف" بالأمس (أول من أمس) وجهت رسالة مشابهة إلى وزير خارجية دولة الكويت الشقيقة أكدنا فيها على دعم فلسطين للجهود التي تقوم بها الكويت للحفاظ على أرض ووحدة الكويت في وجه كافة المؤامرات ضدها ". وشدد المالكي على أن "الموقف الفلسطيني الثابت والواضح هو الوقوف إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي في وجه كافة المؤامرات التي تحاك ضد الدول الشقيقة فيه".
ومن لبنان وصف النائب في كتلة المستقبل النيابية نهاد المشنوق الموقف الأخير الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي من إيران بأنه قرار إستراتيجي.
وقال المشنوق لـ"الوطن" إن التطورات الأخيرة في الخليج وبيان مجلس التعاون الخليجي بشأن العلاقات مع إيران أظهرت أن الملف كان يجب أن يفتح ويوضع على الطاولة بوضوح لتبيين ما إذا كان الإيرانيون مستعدين للنقاش. واصفا البيان الأخير لدول المجلس بأنه قرار إستراتيجي وصدر دون التشاور مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف"أرى أن إيران غير مستعدة للحوار، لذلك فإن هناك قرارا من قبل دول مجلس التعاون الخليجي بالمواجهة، بعد سنوات طويلة من المجاملات".
وقال المشنوق إنه من الواضح أن إيران صاحبة مشروع في المنطقة ولا تعمل على علاقات ثنائية مع الدول العربية. وعمليا فإن المشكلة الحقيقية لمشروع إيران هو أنه مشروع مذهبي يتسبب بالانقسام في المجتمعات العربية، لأنه يعمل على خلق خلايا اجتماعية ودينية وسياسية وأمنية، حيث بالإمكان ضرب أمثلة عما حصل في المغرب ومصر ومؤخرا في الكويت.
وأضاف: لقد صبرت دول الخليج كثيرا وتأخرت في إعلان المواجهة خاصة بعد تصاعد موجة وصول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى السلطة.
وحول ما إذا كان يعتقد أن شعرة معاوية قد قطعت بين الطرفين قال المشنوق، النظام الإيراني ليس ذا طبيعة حوارية. كل تجاربه في كل مكان لها طابع أمني وليس سياسيا.
وأشار إلى أن إيران ليست نموذجا في أي شيء خاصة بعد التغييرات في العالم العربي ولديها أحلام إمبراطورية في وقت هناك 40 % من الشعب الإيراني تعيش تحت خط الفقر.
وحول ما إذا كان يعتقد أن هذه التطورات ستنعكس على لبنان رأى النائب المشنوق أن ذلك ليس بوارد، معربا عن اعتقاده بأن لبنان ليست ساحة مواجهة عربية إيرانية بسبب أوضاع سورية.
ومن مصر طالب رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور محمد السعيد إدريس، القادة الإيرانيين بإثبات عدم تدخلهم في الشأن الخليجي، فيما أكد أن مشاركة قوات "درع الجزيرة" في مملكة البحرين جاءت بناء على طلب البحرين، طبقا لاتفاقية أمنية لدول مجلس التعاون الخليجي، ولم تكن عكس ذلك.
وأكد إدريس في تصريح إلى"الوطن" أن حكومة البحرين هي التي طلبت تدخل قوات درع الجزيرة إلى المملكة، وبالتالي لا يستقيم الأمر أن نقول إنه تدخل في الشأن البحريني، حيث إنها الجهة الوحيدة التي تطلب خروج هذه القوات من أراضيها وليس غيرها، طالما ارتأت أنها لم تعد في حاجة إليها.