أعرف تفاصيل القصة، دائما ما أستشهد بها للتدليل على أن بيننا من يعامل الخدم معاملة إنسانية رائعة.. لكنني طلبت من الأخ "عبد الرحمن الفهد" أن يكتبها لي مرة أخرى لغرض نشرها.. وبالفعل أرسلها لي وأنقل لكم المقتطفات التالية منها.

أخي صالح: بخصوص العزيزة (مريم لوبار) ـ فيكتوريانا لوبار سابقا ـ فقد قدمت للمملكة للعمل معي ومع زوجتي عام 1986.. منذ لحظة وصولها تم التعامل معها كجزء من العائلة، تسكن بغرفة مستقلة (لا تحت الدرج ولا بشينكو بالسطح).. تأكل مما نأكل، ولم يغلق عليها البيت يوما.. بعد ولادة ابنتي الكبرى، اهتمت بها مع اهتمامها بالبيت، وتم رفع راتبها من 750 إلى 850 (حافز)! حرصنا ـ يقول لي ـ على أن تسافر إلى الفلبين متى ما أرادت لرؤية أبنائها وليس حسب العقد، وكان ذلك بمعدل سفرة بالسنة.. وبعد المولودة الثالثة لنا، قالت إنها تحتاج من يعينها في البيت لتتفرغ جزئيا لشؤون البنات، كون والدتهن موظفة، وتم استقدام ابنة أختها وقد بقيت معنا بنت الأخت ست سنوات ثم قررت المغادرة للزواج. تمت إعارة الفلبينية التي تعمل في منزل أنسابي لمنزلنا، وما تزال معنا منذ أكثر من 10 سنوات، لتساعد مريم.. البنات كبرن، وأصبحت (مريم) جزءا من العائلة، خاصة أنها (أسلمت) وأصبحت أحد أركان المنزل لثقتنا البالغة فيها.

يقول في جزء مهم: أصبحت مريم تسافر مع العائلة، سواء داخل المملكة أو خارجها، وقد زارت بصحبتنا دول الخليج ومصر وأميركا وبريطانيا وجنوب إفريقيا والهند.. ورافقناها في زيارة للفلبين مرتين، آخرها في عيد الأضحى الماضي حيث استضفناها وعائلتها جميعا في نفس الفندق الذي سكنا فيه في مانيلا..

يقول في ختام رسالته الطويلة والشيقة: اليوم راتب مريم 2000 ريال إضافة للتأمين الطبي مع تحمل كامل مصاريفها الأخرى.

الخلاصة: ليت الإعلام المرئي يسلط الضوء على مثل هذه النماذج المشرقة.