أصدر وزير العمل المهندس عادل فقيه أول من أمس، قراراً يشدد على تحويل مشاركة مكتب وزارة العمل في معرض سوق العمل السعودي الثالث الذي انطلق أمس بمركز جدة الدولي للمعارض برعاية محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، من مجرد "عارض" إلى مراقب للوظائف المعروضة، إثر رصد تواجد مؤسسات غير جادة ومتلاعبة خلال الدورتين السابقتين للمعرض.

وكشف مدير إدارة التوظيف في مكتب وزارة العمل في جدة محمد جلال في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن القرار وجه برصد وحصر كل الفرص الوظيفية المعروضة، والتعامل معها بحزم على أنها زيارة ميدانية لمقر المؤسسة وتطبق بحقها المخالفات بناء على نسبة السعودة المقررة في قطاع عمل المؤسسة.

وقال "للأسف فإن الدورتين السابقتين من المعرض لم تحققا العائد المتوقع منهما، معتبرا أن نقل مشاركة الوزارة من عارض إلى مراقب، سيسهم في تحقيق أهداف المعرض وحصر الوظائف في عدد من قطاعات العمل.

ومنذ عامين، يشهد معرض سوق العمل الذي تنظمه غرفة جدة بالتعاون مع وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية في كل دورة، الإعلان عن عرض آلاف الوظائف، إلا أنه في نهاية المطاف يشكو الشباب والشابات المتقدمات من عدم وجود عرض حقيقي لوظائف يراد لها أن تشغل بسعوديين.

وعادة يكتفي المنظمون كل عام بإصدار بيانات صحفية تستعرض أرقاماً مهولة من الوظائف المعروضة، على غرار بيانهم أمس الذي يذكر أن هناك نحو 20 ألف وظيفة للجنسين معروضة من قبل شركات القطاع الخاص المشاركة في المعرض. وتأتي هذه الدورة التي انطلقت أمس، بعد توجيهات صارمة من الحكومة تتعلق بضرورة وضع خطط واضحة وضمن إطار زمني لرفع نسب السعودة ووضع الآليات المناسبة لتوطين مختلف الوظائف في قطاعات الأعمال الوطنية المختلفة.

وفي بيان صحفي أمس، بين نائب رئيس غرفة جدة مازن بترجي أن المعرض يستمر 4 أيام ويسلط الضوء على جهود الجهات المشاركة في مجال التوطين، وإتاحة الفرصة للشباب السعودي للاطلاع عليها وتوفير عدد من فرص العمل لهم والمساهمة في توطين القوى العاملة.

وأضاف بترجي، الذي وصف المعرض بالناجح، أن المعرض يجمع أكبر عدد من الشركات في المملكة التي تعي المسؤولية الوطنية القادرة على استيعاب أعداد كبيرة من طالبي العمل من الشباب والفتيات وذوي الاحتياجات الخاصة من السعوديين حرصا على دور الشباب السعودي الفاعل والأساسي في سوق العمل.

وأكد أن المعرض يجمع أكبر عدد من الشركات الرائدة ذات الحس الاجتماعي والمسؤولية الوطنية والقادرة على استيعاب أعداد كبيرة من طالبي العمل في صفوفها. وأفاد بترجي أن الغرفة من خلال تنظيمها لهذا المعرض تطمح إلى إيجاد أكثر من 20 ألف وظيفة عمل للسعوديين في مختلف التخصصات، مؤكدا أن المعرض سيجمع أكثر من 80 شركة ومؤسسة وطنية ستقدم آلاف الوظائف للشباب والفتيات في مختلف التخصصات.

من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي للشركة المنظمة إيلي رزق، أن حجم الشركات المشاركة وصل حتى الآن إلى أكثر من 80 شركة وطنية ستقدم مئات الفرص الوظيفية للشباب والفتيات وذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال لقاء مباشر مع أصحاب العمل ومديري التوظيف. وأشار إلى أن الشرائح المستهدفة هم جميع الخريجين السعوديين والطلاب المقبلين على الدراسة الجامعية من الذكور والإناث أي في المرحلة العمرية من 16 إلى 35 عاما.