يتكرر المشهد نفسه في الكثير من العواصم العربية.. متحف يحترق، أو مبنى حكومي أو مدرسة أو مستشفى... لا فرق. الدمار الذي نشهده اليوم، ليس إلا الظاهر من دمار النفوس التي كتم عليها طيلة فترة ماضية، لكن ذلك لا يشرع الإحراق والتدمير، فالأبنية هي ملك للشعب، قبل أن تكون ملكا للحاكم، والمتاحف أو المؤسسات العلمية التي تتعرض للتخريب، تحتوي تاريخ شعب هذا البلد أو ذاك، بماضيه وحاضره ومستقبله.
لماذا تمتد يد التخريب إلى مثل هذه المؤسسات؟ وما الجهات التي تعبث بممتلكات العامة من الناس؟
قطعا ليسوا من بلاد أخرى، ويحملون جنسيات مختلفة إن في مصر أو اليمن.
في اليمن، وضعت المبادرة الخليجية حدا لما كان يحصل من تدمير في المؤسسات. وإن كان الحل يحبو رويدا رويدا إلى نهاية سعيدة، بفعل تشعبات الوضع اليمني، فإن ما يجري في القاهرة أمر يثير أكثر من سؤال حول الجهة التي تسعى إلى ضرب فرحة المصريين بانتصار الثورة الشبابية، وإجراء انتخابات سلمت أطياف الشعب المصري وسياسيوه بديموقراطيتها، بالرغم من الهنات التي أصابتها في أكثر من موقع.
من يدفع بمصر إلى شفير الخراب ليسوا مصريين ولا علاقة لهم بالثورة والثوار، كما أن القرارات التي اتخذها المجلس العسكري الحاكم لا تخرج عن صلب صلاحياته في حفظ البلاد من التخريب، وما أكثر من يسعى إلى تخريب مصر.