الجوائز المهمة في العالم تضع أهدافها دائما بما يحقق رسالتها, وعندما اختار مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية ـ رحمه الله ـأن تكون جائزته جائزة وطنية؛ لم يكن هذا الخيار إلا رسالة ملك.. وجائزة وطن.. رسالة الملك رسمتها سبع سنوات من النماء شملت الأرض والإنسان. رسالة وطنية في الرحمة والعدل والتنمية, رسالة من الخير العام تمثلت في تأسيس المطارات المهمة وتحلية مياه البحر والربط الكهربائي وبناء الجامعات والمدن الصناعية والعسكرية, رسالة كانت حروفها خالدة وسطورها السبعة راسخة في ذاكرة الوطن والمواطن.

عندما تقرأها تقرأ ملامح الأبوة الحانية وحميمية العلاقة بين الحاكم والمحكوم، تقرأها بلغة عرف بها: خالد الملك الإنسان؛ فجاءت جائزته انعكاسا لشخصه واقتداء بنهجه، فكانت الرسالة كما أراد لها أن تكون، وأن تكتب بخطه الوطني.

وجائزة الوطن.. التي جاءت من المواطن خالد بن عبد العزيز إلى وطنه المملكة العربية السعودية هي امتداد لمحتوى رسالته, وتشجيع لكل السائرين على خطاه وتجسيد لوطنيته. وقد استطاعت الجائزة أن تجعل من خصوصيتها السعودية تميزا ومن تركيزها الوطني تفردا. وهي عندما اختارت الوطن اتجاها والمواطن غاية، فهي إنما تتجاوز الاستحقاق والتكريم إلى حقوق البر، وواجبات صلة الرحم؛ لتكون بذلك لأهلها خيرا، والخير لأهلها. وهي بكل فروعها الأربعة: الإنجاز الوطني والعلوم الاجتماعية والمشروعات الاجتماعية والتنافسية المسؤولة، إنما تهتدي هذا الاتجاه وهذه الغاية وهذه الرسالة.

وعندما ذهبت جائزة الملك خالد في دورتها الأولى لمن أسكنها قلبه, صاحب الرؤية الواضحة والقيادة الحكيمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، نظير إنجازه الوطني في التعليم العالي من خلال برنامجه الخاص بالابتعاث وتأسيسه للعديد من الجامعات النوعية وتشجيعه للبحث العلمي، ذهبت لاستحقاقها الوطني الأول. وهاهي الجائزة في دورتها الثانية هذا العام تذهب لاستحقاقها الوطني الثاني إلى (سلطان الخير) كأول جائزة تمنح له بعد وفاته، رحمه الله، نظير إنجازاته الخيرية والإنسانية، المتمثلة في مدينته الإنسانية وبرامجه التعليمية ومؤسسته الخيرية وكراسيه العلمية, وفي كلا الاتجاهين التعليمي والإنساني، ومع كلا الزعيمين كان الإنجاز هو المعيار، والوطن هو الاستحقاق، ورسالة خالد هي الجائزة.

رسالة الملك.. وجائزة الوطن.. بحد ذاتها إنجاز وطني يتكامل مع الجوائز الأخرى لخدمة هذا الكيان وهذا المواطن، فشكرا لأبناء الوطن، أبناء وبنات وأحفاد الملك خالد هذا العمل والعلم النافع.