على وقع النشوة الإسرائيلية بتراجع القاضي اليهودي الجنوب أفريقي ريتشارد جولدستون عن محتوى تقرير أصدره بإدانة الحكومة الإسرائيلية على جرائمها في حربها شتاء 2998 على قطاع غزة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن" إسرائيل معنية باستمرار الهدوء على حدود قطاع غزة، ولكن أعتقد أن المواجهة مع حركة حماس تقترب يوما بعد يوم". وقال" إسرائيل تعتبر حماس المسؤولة عن كل ما يجري في قطاع غزة، إذا أجبرتنا حماس على العمل فسنعمل."

النشوة التي انتابت المسؤولين الإسرائيليين بعد قراءة المقال الأخير للقاضي اليهودي الجنوب أفريقي ريتشارد جولدستون حول تقريره المتعلق بالحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة في صحيفة(الواشنطن بوست) الأميركية، قابلها صدمة كبيرة في الأوساط السياسية الفلسطينية،

فقد أشار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، إلى أن ما ورد في مقال جولدستون مؤسف، وقال" يبدو أن الإنسان ضعيف وأن السيد جولدستون لم يستطع تحمل الإرهاب الذي مورس ضده للأسف الشديد"، أما حركة حماس فعبرت عن استغرابها لموقف جولدستون. وقال الناطق باسم الحركة في بيان، سامي أبو زهري إن الحركة تستغرب موقف القاضي الدولي، مشيرا إلى أن جولدستون قام بهذه الخطوة "رغم أن الاحتلال الإسرائيلي رفض استقباله أو التعاون معه مقابل استقباله في غزة وتقديم كل التسهيلات لعمل فريق جولدستون". ودعت حماس الأمم المتحدة إلى "تنفيذ ما ورد في تقرير جولدستون، لأنه أصبح أحد الأوراق والوثائق الدولية". بدورها أرجعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية موقف جولدستون المتردد والمربك باتجاه التقرير الدولي الذي أصبح وثيقة هيئة رسمية وليس لفرد إلى ضغوط إسرائيلية وأميركية متنوعة.

وكان القاضي ريتشارد جولدستون أشار في مقاله إلى أنه لو كان يعرف آنذاك ما يعرفه الآن لكتب تقريرا مختلفا تماما، منوها إلى أن "الدلائل التي قدمتها إسرائيل لا تبرر أبدا قتل المدنيين، ولكنها تفسر الظروف التي تعرض فيها المدنيون للضرب في غزة" معربا عن أسفه لعدم وجود هذه الدلائل بين أيدي أعضاء لجنته آنذاك والتي كان من الممكن على الأرجح أن تؤثر في استنتاجاتها.

بدوره دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة إلى إلغاء تقرير جولدستون على الفور. وقال "إن أكبر مهزلة هي أن الطرف الذي بادر إلى هذا التقرير هو مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي يشمل دولة منتهكة لحقوق الإنسان مثل ليبيا بين أعضائه الدائمين. يجب رمي هذا التقرير في مزبلة التاريخ. لا يوجد جيش أكثر أخلاقاً من جيش الدفاع الإسرائيلي".أما الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريز الذي توجه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما غدا لبحث مقترحات أعدها لدفع العملية السلمية إلى الأمام فقال" يجب على القاضي جولدستون أن يعتذر أمام دولة إسرائيل عما كتبه في تقريره ".