أبدى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس استعداده لبحث خطة طريق للتداول السلمي للسلطة في إطار الدستور مقابل أن تنهي المعارضة اعتصامها، رافضا في الوقت نفسه سياسة "لي الأذرع". وقتل شخص وجرح المئات بهجوم لقوات الأمن على معتصمين في تعز.
وفي سورية، كلف الرئيس بشار الأسد أمس وزير الزراعة في الحكومة المستقيلة الدكتور عادل سفر، بتشكيل حكومة جديدة للبدء في تنفيذ برنامج الإصلاحات.
ولم يخفف التكليف من احتقان المواطنين، خاصة في دوما، التي خرج أبناؤها في مظاهرات حاشدة لتشييع شهدائها الذين قتلوا بأيدي الشرطة الجمعة الماضي.
قتل شخص وجرح المئات في مصادمات عنيفة وقعت بمحافظة تعز جنوب اليمن بعد أن استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والضرب بالهراوات والعصي الكهربائية ضد متظاهرين ينادون برحيل النظام، فيما كان الرئيس علي عبدالله صالح يجتمع مع عدد من شخصيات اجتماعية وسياسية من محافظة تعز، حيث أبدى استعداده لبحث الأزمة السياسية القائمة اليوم في البلاد والخروج منها، وقال "أنا على استعداد لبحث التداول السلمي للسلطة في إطار الدستور أما لي الأذرع فغير وارد على الإطلاق"،
وكانت المعارضة قد قدمت أول من أمس رؤية تضمن انتقال السلطة من الرئيس صالح بطريقة سلسة وناعمة، كما وصفها الناطق الرسمي باسم المعارضة محمد قحطان، وتتضمن المبادرة أن يعلن الرئيس تنحية عن منصبه، وتنتقل سلطاته وصلاحياته لنائبه،على أن يقوم النائب فور توليه السلطة بإعادة وحدات الجيش والداخلية، وأن يتم التوافق مع الرئيس المؤقت (النائب سابقاً) على صيغة للسلطة خلال الفترة الانتقالية تقوم على قاعدة التوافق الوطني بحيث يتم تشكيل مجلس وطني انتقالي يتولى إجراء حوار وطني شامل تشارك فيه كافة الأطراف السياسية في الداخل والخارج دونما استثناء وتطرح فيه كافة القضايا على طاولة الحوار للخروج بحل لكافة القضايا.
كما تقترح المبادرة تشكيل مجلس عسكري مؤقت من القيادات العسكرية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة وتحظى باحترام وتقدير في أوساط الجيش، وتشكيل لجنة عليا للانتخابات والاستفتاءات العامة تتولى إجراء الاستفتاء على مشروع الإصلاحات الدستورية وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بحسب الدستور الجديد، بالإضافة إلى ضمان التأكيد على حق التعبير السلمي وحرية التظاهر والاعتصامات السلمية وغيرها لجميع أبناء اليمن، ويتم التحقق في الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون في كافة الساحات وعلى وجه الخصوص مجزرة عدن وصنعاء وأبين وغيرها من الحالات التي استخدم فيها الرصاص الحي والقنابل الغازية وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة، وتعويض الجرحى والمعوقين وأسر الشهداء.
وقد لاقت المبادرة احتجاجات من الشباب المعتصمين الذين قالوا إن المعارضة لا تمثلهم وأن المطلب الوحيد لهم هو الترتيب لرحيل الرئيس علي عبدالله صالح فوراً، تزامن ذلك مع استمرار المبادرة التي يتم الترتيب لها من قبل الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي تتضمن بقاء الرئيس صالح لشهرين أو ثلاثة على أن يتم خلال هذه الفترة تشكيل حكومة وحدة وطنية ينقل إليها صالح صلاحياته ومهامه الدستورية وتعمل على إعداد دستور جديد وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية تنقل اليمن من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني.