عرفنا كل شيء عن السيارة السعودية "غزال1" إلا تكلفة إنتاجها! فقد بدا المهندسان المشرفان على المشروع، في برنامج "اليوم الثامن" في قناة الإخبارية السعودية، يوم الجمعة/ ليلة السبت الماضي، وكأنهما قد أقسما على المصحف الشريف أن لا يبوحا به مهما بلغ إلحاح المذيع! ومهما جاءت إجاباتهما مربكة متناقضة؛ فهذا يقول: إنها مكلفة جداً! والثاني يقول: لا يمكن تحديد التكلفة لأنها تختلف تبعاً للمواصفات المطلوبة! ويعود الأول ليؤكد أنه من الصعب على رجل أعمالٍ أن يستثمر المشروع "على المفتاح" وحده! مع أن الثاني يؤكد أنها اعتمدت ضمن ميزانية الجامعة المعتادة دون إرباك للأولويات! ويبشر الثاني هذه المرة أنها ستنزل بسعر منافس للسيارات الأخرى ـ من سيارة جدتي "حمدة"/ "دوجٍ حمر والرفارف سود" إلى "قراشيع" الاستخدام لمرة واحدة!ـ بنسبة تترواح بين 20 ـ 30%، مع أن الأول أكد أن المادة التي صنع منها جسم السيارة ـ ليلائم أجواءنا الحارقة ـ تكلف وحدها، وهي "خام"، مبالغ باهظة!

كل هذا "التفحيط"، و"التخميس"، و"التقحيص"، مارسه المشرفان البارعان تحاشياً لـ"التثمين"! ويحق للجامعة أن تفخر باستماتتهما في كتم سرها، وعدم الحنث بالقسم على المصحف الشريف، ولكن تفحيطهما أثار غبار الشك ـ والتطريز والتخريم ـ في نفوس المراقبين! فمن قائلٍ: لا بد أن التكلفة باهظة بحيث تكفي لإقامة مصنع سيارات متكامل على مدى ثلاث سنوات، فلماذا اختارت الجامعة أن تنفقها دفعةً واحدة في إنتاج "نموذج"؟ بمعنى: أن "غزال1" ستكون السيارة الأولى والأخيرة؛ إذ لن تستطيع الجامعة إقناع أي "كرسيٍّ" بجدواها الاقتصادية! ومن قائلٍ: على العكس تماماً؛ لابد أن كلفتها زهيدةٌ جداً، إذ مدَّت الجامعة "غزالها" على قدر "كراسيها"! بمعنى: أن ما شاهدناه ليس إلا مجسَّماً لمشروع ضخم طموحٍ، وكثَّر الله خير الجامعة على توفير براءات الاختراع لأفكارٍ تحتفظ بها في مخيِّلة "حاسوبها"، وستطرح تنفيذ "الحلم السعودي" في مزادٍ عالميٍ، تجني به أموالاً تعادل عشرات الكراسي، لتنفقها في تطوير كلياتها وتحديثها بما يحسن مركزها في قائمة "التصنيفات" العنكبوتية العالمية!

ومن قائلٍ ثالث: إن الجامعة نفسها لا تعلم كلفة "غزال1" بالضبط! وأنها بدأت المشروع بحماسةٍ للفكرة دون تخطيط علمي واقعي! بمعنى: أنها في مأزق حقيقي إن لم تفلح في "كرسأة" مستثمرٍ يشتري براءات اختراعاتها برأس المال، مكتفيةً بالمكسب المعنوي!

ومن قائلٍ رابع ـ من القيلولة هذه المرة ـ على صوت "عبادي الجوهر"، في أغنية "ياغزال"، التي بلغت به عالم الشهرة، وهو لم يبلغ سن "لبس العقال"! ولهذه المصادفة لابد أن تهدى أول نسخة من "غزال1" لعبادي.