يبدو أن العالم يجب أن يغير شعاره في يومه العالمي لحقوق الإنسان والموسوم بعبارة "الكرامة للإنسان" إلى "وخلقنا الإنسان في كبد" تماشيا مع الحال الحقيقية لواقع الإنسان، واحتجاجا على هذه الشعارات المجوفة، وعلى مردديها أن يشعروا بالعار بعد أن أصبح انتهاك الكرامة الإنسانية قدراً مشتركا على مستوى العالم.

إن التغيير الذي يمكن تمييزه على مستوى الحقوق الإنسانية من عام 2000 إلى أواخر عامنا هذا 2011 ليس إلا إلى الأسوأ على كافة المستويات حتى أصبح الإنسان رخيصا في حياته، وكرامته، وأمانه ولم تعد هذه الحقوق تعادل أكثر من تأبين صغير يدونه التاريخ على صفحاته.

إن أجندة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تدعي أنه وضع لتكريس حقّ الناس جميعاً في الحرية والعدل والمساواة والسلام، ولتحقيق ما يرنو إليه عامة البشر من عالمٍ حقيقي يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة، ويتحرر من الفزع والفاقة والظلم.. والحق أنه مازال الأمر مستمرا في أن أيا من هذه الحقوق الإنسانية والأساسية لم يحترم حتى اليوم بالقدر الذي نعتقد في أي مكان.

معظم البشر اليوم لم يعد لديهم هذا الإيمان المتوقع بحكايات الحقوق، والقائمين عليها ولم تعد تشكل لهم إلا مسرحا عبثيا مفتوحا للمتفرجين على الحقوق المنتهكة بقوة والاعتداءات على حقوق الإنسان. فالعنف الذي يمارس يومياً والعدائية والقتل والميل إلى الدمار الذي أصبح جزءاً من سلوك البشر اليوم هو وصمة عار على جبين كل الأنظمة الحقوقية التي تغض الطرف عنها.

الحقوق باتت سيناريو لمسرحية بأبطال جدد في كل مرة ينضمون لقائمة الكومبارس في تلك المسرحية الحقوقية، التي يمكن وصفها بأنها عرض مسرحي بامتياز، يتوكأ على المطالبات الفردانية المطلقة على نحو لم يسهم يوما في تغيير مجرى التاريخ الحقوقي كما أمل به وتصوره دعاة السلام لأجل الإنسان.

ويزداد السؤال عن الكرامة الإنسانية إلحاحا وأهمية أنه: هل ما زال بإمكان الإنسان تفادي كل هذا؟

لربما على الإنسان اليوم أن "يكون" "سوبر إنسان" ليتقبل الواقع ويتعايش معه، بعد أن تميعت حقوق الإنسان وأصبحت الحقوق تنتهك بذات القيم التي نادت بها، كما أن الاحتفاء بعالمية هذا اليوم لن يضيف لنا شيئا ولن يغطي سوءة الانتهاكات المتوحشة التي تضرب قلب الحقوق الافتراضية المدّعاة.