أعلنت المعارضة اليمنية أمس أنها ستقدم قريبا رؤيتها لانتقال السلطة سلمياً من الرئيس علي عبدالله صالح إلى جهة يثق بها الجميع، فيما شكر الرئيس اليمني أنصاره "لدعمهم الدستور" في إشارة جديدة إلى أنه لا توجد لديه خطط فورية للتنحي.

ونفذ معتصمون في عدن عصياناً مدنياً، شابته أعمال عنف في مديريتي المعلا والمنصورة. كما أصيب 7 أشخاص في اعتداء لقوات الأمن على المعتصمين في محافظة الحديدة.

وفي سورية، شنت قوات الأمن أمس حملة اعتقالات في عدد من المدن غداة التظاهرات التي اندلعت أول من أمس، وأسفرت عن مقتل 9 أشخاص، بحسب ناشطين حقوقيين. وأشارت مصادر حقوقية إلى اعتقال أكثر من 40 شخصا في مدن دوما وحمص ودرعا، بينهم الناشط السياسي القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي بدرعا عصام المحاميد.

إلى ذلك، أعلن رئيـس الوزراء التركـي رجـب طـيب إردوغـان أنه سيضـغط على الرئـيس الأسـد لتهدئـة الاضـطرابات بإجراء إصلاحات يطالب بها الشعب السوري حين يتحدث إليه غدا. وأضاف للصحفيين المرافقين له أثناء عودته من زيارة رسـمية إلى لنـدن "إلى جانب تغيير الحكومة كانت ثمة توقعات بإلغاء العمل بقانون الطوارئ والإفراج عن السجناء السياسيين وإعداد دستور جديد."




نشرت قوات الجيش ووحدات الحرس الجمهوري والأمن المركزي العشرات من الآليات في مناطق مختلفة من العاصمة اليمنية صنعاء، مما أثار مخاوف من اندلاع مواجهات مع جنود الفرقة الأولى مدرعات بقيادة اللواء علي محسن الأحمر الذي أعلن انشقاقه عن الرئيس علي عبدالله صالح وانضمامه إلى ثورة الشباب.

تزامن ذلك مع استمرار التحركات السياسية لإيجاد مخرج للأزمة السياسية القائمة في البلد، وترقب نتائج اجتماع وزراء دول مجلس التعاون اليوم في الرياض بشأن التهدئة بين الجانبين المتصارعين.

من جانبها أعلنت المعارضة وحلفاؤها في إطار اللجنة التحضيرية للحوار الوطني أنها ستقدم رؤيتها لانتقال السلطة سلمياً من الرئيس صالح إلى جهة يثق بها الجميع. وعقدت اجتماعاً استثنائياً كرس للوقوف أمام ما يطرح من مبادرات سياسية لحل أزمة انتقال السلطة، وهي رغبة تتوفر عند الجميع سلطة ومعارضة، إلا أنهم يختلفون في تفاصيلها. وقال بيان للمعارضة وحلفائها إنهم سيصدرون رؤيتهم حيال هذه القضية، دون الكشف عن تفاصيل إضافية أو مدة زمنية لها.

في المقابل، شكر الرئيس صالح الآلاف من أنصاره الذين تجمعوا قرب القصر الرئاسي أمس لدعمهم الدستور، في علامة أخرى على أنه لا توجد لديه خطط فورية للتنحي. وحيا صالح الحشد على ما وصفه بموقفهم البطولي وشكرهم على دعمهم للشرعية الدستورية وسط بحر من صوره ولافتات تؤيد استمرار بقائه في الحكم.

وفي عدن نفذ المعتصمون المناوئون للنظام والمطالبون برحيل الرئيس صالح عصياناً مدنياً، حيث تم قطع الطرقات الرئيسية والفرعية بين المديريات وتوقفت حركة المواصلات، فيما أحرق المتظاهرون السيارات وأغلق عدد كبير من المحلات التجارية أبوابها. وأطلقت قوات الأمن المعززة بالمصفحات العسكرية والدبابات والأطقم العسكرية النار بشكل كثيف في الهواء بعدما عجزت عن فتح الطرقات في مديريتي المنصورة والمعلا (الخط الدائري) واصطدامها بمظاهرات لعشرات الشباب المحتجين لتفريقهم في مديرية المنصورة والشيخ عثمان والقاهرة ودار سعد والتي قطعت طرقاتها بالكامل. أما في مديرية المعلا فقام الشباب بقطع طريق الخط الدائري باستخدام الأحجار والكتل الأسمنتية ومنعوا السيارات من المرور، مما أثار استياء المواطنين.

وفي محافظة الحديدة (غرب) حاولت أطقم أمنية فجر أمس اقتحام ساحة التغيير بالقوة، حيث قام رجال الأمن بالاعتداء على المعتصمين بالهراوات وإطلاق الرصاص الحي لتفريقهم، مما أسفر عن إصابة 7 أشخاص.

على صعيد آخر أعلن ملتقى أبناء شهداء ومناضلي الثورة وقوفه إلى جانب الرئيس صالح. وقال بيان للملتقى إن "جميع منتسبي الملتقى سيقدمون التضحيات الجسام في سبيل حفظ وصيانة أمن الوطن وسلامته ووحدته واستقراره". كما استنكر البيان ما وصفه بـ "الصلف والتعصب الأعمى في عقول من نصبوا أنفسهم وكلاء على الشعب وثورته الشبابية لتحقيق مكاسب وضيعة بدلاً من محاولة معالجة الأمور بالحوار والطرق السلمية". وأضاف "نحن مع ثورة الشباب المطالبة بالإصلاحات والتغيير بالطرق السلمية وبالحوار البناء".