رصد محللون مختصون في الحركات الإسلامية، تفاعلات "التيارات الإسلامية"، في المنطقة العربية، بجميع "أطياف الانتماء الفكري التقليدي والحركي" خلال العام الماضي 2010، جاء ذلك في تقرير سنوي صدر حديثاً، في عام 2011، عن مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث، الذي يتخذ من مدينة شيكاغو الأمريكية مقراً رئيسياً له. محرر التقرير مصطفى الحباب قال في حديث إلى "الوطن": إن التقرير رصد فقط التيارات الإسلامية السنية، محتوياً ببلوجرافيا لأهم وأبرز الأبحاث والدراسات المنشورة عن التيارات الإسلامية السلمية، خلال عام 2010، باللغتين العربية والإنجليزية".
ويثير الحباب نقطة يراها مهمة تتعلق "بالمتابعة الإعلامية" للتيارات والحركات الإسلامية، للعام المنصرم، يقول عنها "إنه لا يكاد يمر يوم دون أن ينشر خبر أو يذاع بيان، أو يجرى حوار عن أو مع أحد الإسلاميين في الوطن العربي خاصة، أو العالم عامة"، ليستدرك بعدها موضحاً "يؤكد ذلك للمراقبين والباحثين أن الاهتمام بأحداث التيار الإسلامي يسهم في معرفة الواقع ومتغيراته".
التيار الإسلامي السعودي كان له نصيب من الرصد عبر ورقتين بحثيتين الأولى حملت عنوان "الإسلاميون السعوديون وحصاد التجربة المدنية"، للباحث الدكتور مسفر علي القحطاني، وركزت ورقته على المراجعات التي قام بها السعوديون، وتجربة الإسلاميين في معالجة التطرف، ومساهمتهم في المشهد الثقافي العام بالمملكة؛ مؤكداً - وفق ما جاء في سياق ورقته - عدم وجود موقف عدائي بين الإسلام ومؤسسات المجتمع المدني". أما الورقة الثانية التي قدمها خبير السياسة الشرعية الدكتور محمد صالح العلي، فكانت تحت عنوان "إسلاميو السعودية بين الصعود والمراجعات"، أوضح فيها أن "التيار الإسلامي الرئيسي في السعودية هو السلفي"، إلا أنه أضاف بعدها قائلاً "حيث تتنوع أطيافه بين سلفية تقليدية، تمثلها المؤسسة الدينية الرسمية ممثلة في هيئة كبار العلماء، والتي كان لها أثر كبير في نشر الاعتقاد الصحيح، وتيار السلفية العلمية، وهو تيار حركي يسميه البعض "السرورية""، وتيار ثالث أطلق عليه مسمى "التيار الدعوي"، الذي أسس الكثير من الجمعيات الشبابية، المتأثر بفكر الإخوان المسلمين". فيما تحدث عن تيار آخر أطلق عليه "الجامية"، إضافة إلى تيار "التنوير الإسلامي"؛ مشيرًا إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الإسلاميين في السعودية - وخاصة التيار المتأثر بالفكر الإخواني- هو حاجتها للمزيد من الوعي للانفتاح على المجتمع، والاهتمام بالبناء الفكري وليس الشرعي فقط، في محاولة للفهم السياسي واستشراف المستقبل.
فيما قدم المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية الأردني إبراهيم غرايبة، ما يمكن وصفه "بالرؤى التقييمية" لأداء حزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن.
واعتبر القيادي مبارك الدويلة أن تراجع الحركة الدستورية الإسلامية بالكويت سياسياً يمثل فرصة لتصحيح الأخطاء وإعادة التوازن بين ما هو دعوي وما هو سياسي، معترفًا بوجود تيار شبابي قوي داخل الحركة يطالب بالتغيير والتجديد.
وطرح الدكتور أحمد محمد الدغشي تساؤلاً حول "سلفيو اليمن.. هل يشكلون حزبًا سياسيًا؟"؛ خاصة بعدما أصبحت السلفية فيها من القوى والجماعات ذات الحضور الفاعل في المشهد الدعوي، على مدى العقود الثلاثة الأخيرة من عودة مؤسسها الشيخ الراحل مقبل بن هادي الوادعي. وعن مشاريع وأفكار "جماعة العدل والإحسان" بالمغرب قدم عضو الأمانة العامة لدائرتها السياسية محمد حمداوي ورقة أوضح فيها أنه منذ انطلاق الجماعة في عام 1981، وهي في توسع وتطور مستمرين، في عدة شرائح ومجالات واتجاهات، حتى أصبحت اليوم قوة بارزة وحاضرة ومؤثرة في المجتمع، وذات صيت على المستويين الإقليمي والدولي.