دخلت مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان منعطفا حساسا "وسط ألغام المطالب والشروط المتصاعدة من أكثر من طرف وفريق داخل الأكثرية"، بالإضافة إلى أن الحذر الذي تفرضه التطورات في سورية يثقل كاهل المسؤولين المعنيين بالتأليف. وبدأت تكهنات تسري في معظم الأوساط عن تخلخل الثقة بين الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي وأطراف فاعلة في الأكثرية كحزب الله ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون.
وجرت أمس اتصالات على مستوى عال بين أطراف الأكثرية، وعقدت اجتماعات بعيدة عن الأضواء لرسم خريطة توزيع المقاعد الحكومية إلا أنه لم يتم تسجيل تطورات إيجابية. وحذر عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سيمون أبي رميا من أنه "إذا وصلنا إلى حائط مسدود فإن الأمور مفتوحة على عدة خيارات". موضحا أن "فريق الأكثرية الحالية ليس متفقا على كل الملفات، بل هذا التحالف قائم على مبدأ مواجهة المحكمة الدولية لأنها كانت ستأخذ البلد إلى المواجهة، أما باقي الملفات، فيمكن أن نتفق عليها مع "تيار المستقبل" ويمكن أن نختلف عليها مع حزب الله".
إلى ذلك التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في بيروت أمس مع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي عواض عسيري. وجرى خلال اللقاء عرض لمجمل التطورات السياسية بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين المملكة ولبنان.
من جانب آخر برز موقف لحزب الله طالب فيه الجهات الرسمية باتخاذ موقف عملي من التسريبات الإسرائيلية حول ضرب لبنان التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست، وفيها خريطة للأهداف التي تنوي إسرائيل مهاجمتها بحجة أنها معاقل من صنع حزب الله.