طوى الأميركيون علم بلادهم أمس، منهين بذلك أكثر من 9 سنوات من الاحتلال للعراق. سبقهم إلى طي مرحلة الحرب الرئيس باراك أوباما في معسكر لقواته في الولايات المتحدة، بخطاب اشتمَ منه رائحة خسارة حرب لم تكن من تدبيره، إلا أنه فُرضت عليه إدارة مساوئها.
تأخر طي العلم كل هذه الفترة على الرغم من أن الرئيس السابق جورج بوش أعلن انتهاء "العمليات العسكرية الرئيسية" في العراق في الأول من مايو عام 2003 من على حاملة الطائرات إبراهام لينكولن. لكن الحرب لم تنته، لا، بل زاد سعيرها في بيئة تحمل في طياتها كل عوامل التفجير الطائفي والإثني.
لم يتحرر العراق، لا، بل زادت مشكلاته. الديموقراطية التي وعد بها بوش، لم تكن إلا سراباً، وما نشهده من مظاهرها ليس إلا تقاسم نفوذ طائفي وتوزيع حصص في بلد لم يعرف أبناؤه في فترات سابقة إلى أي مذهب ينتمون.
الأمن الذي وعد به بوش، لا يمكن الحديث عنه في ظل السقوط اليومي لعشرات الضحايا المدنيين.
أين الحماية التي أمنتها القوات الأميركية لأبناء العراق الذين غطوا بلاجئيهم بلدان الجوار والبلدان البعيدة، وكيف حمت القوات الأميركية المسيحيين في العراق الذين لم يتبق منهم إلا النذر اليسير؟
كان سبب احتلال العراق كذبة صنعتها أميركا وبريطانيا والبعض في الناتو، والباحثون على موطئ قدم في منطقة النفط، للهروب من مشكلاتهم الداخلية، فلا أسلحة الدمار الشامل اكتشفت، ولا علاقة النظام بالقاعدة كان لها أساس.
أُعدم صدام، ولم ينته العنف، وبلغ الصراع الطائفي ذروته، وسابت مناطق، وظهرت ميليشيات طائفية تسببت بتفجيرات انتحارية وفرق إعدام قتلت مئات الضحايا يومياً.
ومع ذلك نفرح للعراقيين بخروج الاحتلال.