كشف الدكتور أبوبكر باقادر عن عكوفه منذ أربع سنوات مع فريق عمل على إعداد دراسة أنثروبولوجية لتاريخ مكة المكرمة، وقال إن الدراسة تركز على تجليات الاسم والنسب عند سكان مكة، وتعاقب الأسر وتداخلها، ودور الوقف والإرث، وسلاسل المدارس التي مرَّت بالمدينة عبر العصور.
وعرف باقادر في محاضرة له صباح أمس بعنوان "دراسة كتب التراجم" بخميسية الجاسر، أدارها رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود الدكتور صالح الغامدي التراجم بأنها بمثابة استمارات مُبوّبة، ثم تساءل عن كيفية الاستفادة من كتب التراجم والدراسات التي تسعى للإفادة منها، وأشاد بالتراجم العربية، معتبراً الحضارة العربية والإسلامية رائدة فيها بأنواعها المختلفة، وقال إن هذا الإرث استمر إلى القرن العشرين.
وأوضح باقادر أن الكتابة التاريخية وكتابة السير تعكس الواقع بشكل كبير لكاتب تلك التراجم، وتختلف الصورة عند النظر إليها باعتبارها مصدر بيانات، مُشدّداً على أهمية إعادة النظر في الكتابة التاريخية، فالتاريخ يدرس من حيث مضامين وواقع، وينبغي ألا يُخصّص للشخصيات أو يسعى المؤرخ من خلال كتاباته إلى التقرب إلى أصحاب النفوذ.
وتناول باقادر التطوَّرات الحديثة والمدارس الفرنسية التي بدأت تهتم بالكتابة التاريخية أو تاريخ السياسيين.
وركز في نهاية حديثه على أهميَّة شموليَّة حياة الناس عند الكتابة إلى جانب محركي التاريخ، مشيراً إلى أن العلوم الإنسانية التي ظهرت مؤخراً فتحت آفاقاً واسعة أمام المؤرخين، وعرَّج خلال حديثه إلى الحديث عن التحوّلات في الكتابات التاريخية والمنهجية التي يتم فيها تناول المادة التاريخية.