أصبحت الصحافة الرياضية لدينا بعد الضجة الإعلامية الكبيرة التي يشهدها وسطنا الإعلامي مع انتشار الصحف الإلكترونية والبرامج التلفزيونية في الفضائيات مرتعاً خصباً لبعض الإعلاميين أو المحسوبين على الإعلام، لنشر أكاذيبهم وافتراءاتهم وتصفية حساباتهم مع الآخرين، بل تعدى الأمر ذلك ووصل للإساءة إلى الأندية ومنسوبيها ومنسوبي المنظومة الرياضية بشكل عام، وذلك بحجة حرية الرأي والكلمة التي نتمتع بها دون احترام للمهنة وأمانة القلم التي يفترض أن تكون الأساس في العمل الإعلامي.

قد نلوم الدخلاء على هذه المهنة وما أكثرهم لدينا، لكن أن تصدر تلك الإساءات من أقلام مخضرمة لها باع طويل في عالم الصحافة الرياضية ويصفون أنفسهم بأنهم الرعيل الأول, فإن ذلك يجعلك تقف مشدوها أمام ذلك.

يكتبون مقالات مليئة بالردح الإعلامي إن جاز التعبير، مرددين فيها كلمات أشبه بكلام المنتديات الهابطة، وينثرون فيها الكراهية لكل ما يخالف ميولهم؛ بل تعدى الأمر إلى تأليب الجماهير ضد أنديتهم عن طريق إختلاق الأخبار وافتعال الأحداث دون أي خجل أو احترام للقراء ومتابعيهم أو شرف وأمانة المهنة. في نفس الوقت تفتقد صحافتنا الرياضية الناقد الرياضي الحر البعيد عن الميول والموضوعي الذي يبحث عن المصلحة الرياضية طارحاً ما تواجهه رياضتنا من عوائق ورؤيته للحلول الممكنة.

البعض قد يقول إن البحث عن الإثارة مطلوب، لكني أقول هناك فرق بين الإثارة والبثارة.

تتغير المواقف والمبادئ في الرياضة كما هو الحال في عالم السياسة، حيث تغلب المصالح على المبادئ وتتغير المواقف والمبادئ بتغير الظروف والمواقع.

فقبل انتقال الكابتن سعد الحارثي من النصر إلى الهلال كانت الأقلام تكرر بأن اللاعب قد أفل نجمه، وبعد انتقاله تبدل الحال وأصبح النجم الكبير وصفقته ضربة معلم وأنه أحد المواهب السعودية الفذة.

في عام 2007 ورغم تألق الحارثي في تلك المرحلة، كان نجوم نادي النصر لا يستحقون ارتداء قميص الهلال حسب رأي الأمير بندر بن محمد عضو الشرف الهلالي، وبعد انتقال الحارثي رغم تدني مستواه الفني، أصبح موهبة سعودية راهنوا على نجاحه.

وعندما تعاقد النصر مع الكابتن مالك معاذ، أطلق الكثيرون على النصر لقب النادي التأهيلي وانتقدوه بشدة على ذلك، لكن بعد تعاقد الهلال مع الحارثي أصبح ناديهم هو من يوفر البيئة الصحية المناسبة لتأهيل اللاعبين ويتباهون بذلك.

وعندما كان البعض يتباهى بالقدرة المالية الفائقة على جلب نجوم الكرة السعودية بأي ثمن وبأي وسيلة، كانوا يقولون هذا هو الاحتراف وبعد أن حان تجديد عقود هؤلاء النجوم وبعد أن نضبت الأموال ومصادرها, أصبحوا ينادون بتحديد سقف لعقود اللاعبين لإضرارها بالاحتراف.

وبعد أن كانوا يسيطرون على الإعلام بصحفهم (الحائطية) أحادية الميول كان الإعلام هو سبب تطور الكرة السعودية، وبعد أن ظهرت على السطح صحف ورقية وإلكترونية تخالفهم الميول وسحبت البساط من تحت أقدامهم، أصبح الإعلام أحد أسباب تدهور الكرة السعودية.

قول أعجبني:

فإن سفاه الشيخ لا حلم بعده .. وإن الفتى بعد السفاهة يحلم.