ذكر مركز أبحاث بريطاني أن المعارضين المسلحين في ليبيا ليسوا متشددين معادين للغرب كما يقول الزعيم الليبي معمر القذافي، لكن احتدام الاضطرابات وقتل مدنيين على أيدي القوات الغربية قد يساعد تنظيم القاعدة على أن يكون له موطئ قدم.

وقالت جماعة كويليام المتخصصة في دراسات الإسلاميين في تقرير: إنه بينما توجد في ليبيا جماعات جهادية إلا "أنها ليست بأي حال قوية أو منتشرة كما يزعم نظام القذافي". وأضافت "من الواضح كما يقال أن انهيار سيطرة الحكومة الليبية في مناطق كثيرة من ليبيا مصحوبا بالقتال المستمر في مناطق عديدة يعطي الجهاديين والإسلاميين المتطرفين مجالا أكبر من أي وقت مضى للعمل في ليبيا". وقالت الجماعة: إن كمية الأسلحة التي أصبحت متاحة في ليبيا نتيجة للحرب أصبحت سببا حقيقيا للقلق.

ولا يأخذ أي مسؤول غربي مأخذ الجد زعم القذافي بأن القاعدة أطلقت الانتفاضة الليبية، لكن هناك مؤشرات متزايدة لقلق بين الحكومات الغربية من أن المقاتلين الإسلاميين ربما يعملون مع قوى المعارضة. وقالت كويليام: إنه في حين أن صورة نشاط الإسلاميين في الانتفاضة الليبية غير كاملة إلا أنه من المعتقد أن معظم مجتمع الجماعات الإسلامية المسلحة السابقة في ليبيا تدعم قيادة المجلس الوطني المعارض الذي يطلب مساعدة من الغرب.

وأحد المشاركين في إعداد التقرير هو نعمان بن عثمان وهو زعيم سابق في الجماعة الليبية المقاتلة التي شنت تمردا مسلحا فاشلا ضد حكم القذافي في التسعينات. ويقدم التقرير قائمة بعدة جماعات إسلامية متشددة وتفاصيل عن قدرتها على كسب أتباع في ليبيا. ولا يوجد لكبار زعماء القاعدة سوى القليل من الأعضاء العاملين في ليبيا إذا كان لديهم أعضاء على الإطلاق. وللتغلب على هذه المشكلة أصدرت القاعدة بيانات بشأن ليبيا في محاولة لدفع الليبيين إلى إنشاء تنظيم محلي لهم يكون جناحا للقاعدة.

وقالت كويليام: إن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أرسلت في أوائل يناير عضوين ليبيين إلى ليبيا من شمال مالي عن طريق جنوب الجزائر. ووصل العضوان إلى بلدة الغات جنوب غرب ليبيا في 15 يناير وشاركا في تبادل لإطلاق نار مع قوات الأمن المحلية وقتلا شرطيا قبل مقتلهما في أول عملية مسلحة معروفة في ليبيا.

وزادت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من مشاركتها بعد الانتفاضة التي اندلعت في منتصف فبراير، وبثت تسجيلا مصورا دعائيا يظهر إرسال التنظيم أربع سيارات جيب محملة بالأسلحة إلى ليبيا. وقالت كويليام: إن أعضاء سابقين بالجماعة الليبية المقاتلة يشاركون سياسيا في الانتفاضة وبعضهم يقاتلون ضد القذافي.