ينقسم اليمنيون غدا بين جمعتي "الخلاص" و"البيعة" تبعا لانتماءاتهم السياسية، مما طرح تكهنات غامضة حول مصير الأوضاع في البلاد بعد الحركة الاحتجاجية التي تواجهها حكومة الرئيس علي عبدالله صالح.

وتبعا لتطور الأحداث، فإن من يطلق عليهم شباب الثورة المتجمعون في ساحة التغيير في صنعاء دعوا إلى أكبر مشاركة في جمعة الخلاص، كما دعوا ضباط وجنود الجيش والأمن الشرفاء للوقوف صفاً مع إخوانهم وآبائهم وأبنائهم وعمل ما بوسعهم لحمايتهم، فهم منا ونحن منهم".

من جانبهم، يستعد أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم لتنظيم مسيرة في نفس اليوم تحت مسمى "جمعة البيعة" في تأكيد على مبايعتهم للرئيس صالح حتى نهاية حياته.




اتسعت رقعة الخلافات بين كافة أطراف الحياة السياسية في اليمن حول الترتيبات لـ " جمعة الخلاص " التي يتبناها المعتصمون في ساحات التغيير في العاصمة صنعاء وبقية مناطق البلاد و" جمعة البيعة " التي من المقرر أن ينظمها أنصار النظام تأييداً للرئيس علي عبد الله صالح.

وكانت معلومات متضاربة بشأن المفاوضات الجارية بين الرئيس صالح وخصومه قد تراوحت بين تشكيل حكومة وحدة وطنية يتم تعيين أعضائها بالتساوي بين السلطة والمعارضة وتشكيل حكومة مؤتمرية صرفة وبين تسليم الرئيس صالح للسلطة إلى نائبه أو من يراه مناسباً برعاية أميركية وأوروبية، مما أفسح المجال للتكهنات بموقف غامض للمصير الذي ستؤول إليه الأوضاع في البلاد.

وفي ظل هذا التضارب في المعلومات كشف شباب الثورة في ساحة التغيير عما أسموها " مؤامرة للنظام المتهاوي ضد الشعب المطالب بالتغيير السلمي"، الذين قال بيان صادر عنهم إنه "بدأ بمسلسل نشر وتشجيع الانفلات الأمني في أغلب مناطق البلاد من خلال سحب وحدات الجيش والأجهزة الأمنية منها نحو العاصمة صنعاء لتوفير الحماية الشخصية لرؤوس النظام وممتلكاتهم".

ودعا الائتلاف " كافة أبناء اليمن لتشكيل لجان شعبية في جميع الأحياء والمناطق اليمنية لحفظ الأمن والأموال والأعراض من أجل إفشال مؤامرة النظام في نشر الفوضى التي يعزم عليها، مؤكدين أنهم لن يخضعوا ولن يتراجعوا بل سيضربون أروع الأمثلة بالتلاحم والتراحم فيما بينهم " ، كما دعوا " ضباط وجنود الجيش والأمن الشرفاء للوقوف صفاً مع إخوانهم وآبائهم وأبنائهم وعمل ما بوسعهم لحمايتهم فهم منا ونحن منهم، مؤكدين رحيل صالح وأسرته ونظامه عاجلاً أو آجلا ".

ميدانياً اتفق المعتصمون في ساحات التغيير في العاصمة صنعاء على تحديد فعالية يوم غد الجمعة للمزيد من الضغط على صالح للتنحي عن السلطة، حيث أطلقوا عليها " جمعة الخلاص " عوضاً عن " جمعة الزحف " التي كان مخططاً لها خشية وقوع مواجهات مع مؤيدي النظام وأجهزته الأمنية، فيما يستعد أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم لتنظيم مسيرة في نفس اليوم تحت مسمى " جمعة البيعة "، في تأكيد على مبايعتهم للرئيس صالح حتى نهاية حياته، وهو ما أعلن عنه خطيب جامع الصالح الجمعة الماضي التي قال إن في رقاب اليمنيين بيعة للرئيس صالح لحين يتوفاه الأجل.

وانضمت عناصر جديدة إلى ساحة المعتصمين، حيث أعلن يوم أمس النائب محمد شردة، وهو من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، انضمامه إلى المطالبين بإسقاط النظام ورحيل صالح، فيما تدفق العشرات من العسكريين إلى الساحة للانضمام إلى الثورة، وشدد الموالون للواء علي محسن الأحمر من حراساتهم للمعتصمين، بخاصة بعد أن تظاهر عشرات الآلاف من المناوئين للنظام في شارع السبعين، مروراً بمنزل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، قبل أن ينضموا إلى ساحة التغيير، وكادت التظاهرات تنتهي بمواجهات مع أنصار النظام الذين تجمعوا في منطقة عصر خشية أن يتجه المتظاهرون إلى ميدان السبعين، الذي يقع فيه القصر الجمهوري ، حيث شبه بعض المراقبين نظاهرات المعارضة بكونها " بروفة للزحف نحو القصر الجمهوري " .

وكان مجلس حضرموت الأهلي، الذي تشكل مؤخراً قد عقد برئاسة نائبي رئيس المجلس المهندس محسن علي باصرة وعمر باجرش لقاءات مع عدد من الشخصيات المدينة والعسكرية في المحافظة، من بينها محافظ المحافظة خالد الديني والقادة العسكريون والأمنيون في المحافظة، كرست لبحث الأوضاع الراهنة في المحافظة وسبل تجنيب أبنائها ويلات الصراع العسكري، وبحسب الناطق الرسمي باسم مجلس حضرموت الأهلي علي الكثيري فإن المجلس أبلغ الأطراف كلها ضرورة التحلي بضبط النفس وتحكيم العقل والتوقف عن كل ما يؤدي إلى تأجيج التوترات وإثارة الاحتكاكات، والحيلولة دون الانزلاق بالأوضاع إلى حيث يصعب تطويقها.

على صعيد آخر قالت مصادر إعلامية تابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم إن هناك مخططاً سياسياً للتجمع اليمني للإصلاح المعارض وشركائه من ذوي التوجه المتطرف لتفجير عدد من مقرات المؤتمر الشعبي العام ومقرات لأجهزة الأمن بمحافظة تعز.

وأوضح موقع " المؤتمر نت " التابع للحزب الحاكم أن ذلك " يأتي في إطار مخطط إخواني عام لإسقاط الأنظمة والحكومات العربية في المنطقة بعد يأس تيارات الإخوان للوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع والانتخابات" ، مشيراً إلى أن ناشطاً إصلاحياً بمحافظة تعز تلقى مبلغ 30 ألف دولار من وزير سابق لشراء أسلحة ومتفجرات وأجهزة هواتف وشرائح لتنفيذ عمليات التفجير المتوقعة، وقدم المبلغ المالي تحت غطاء تبرعات لثورة الشباب".