تواصلت عمليات الكر والفر أمس، بين قوات الثوار والقوات التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي، وكانت الصورة ضبابية حول الوضع العسكري وخاصة على جبهة البريقة وراس لانوف واجدابيا، ووصف المجلس الوطني الانتقالي انسحاب الثوار من هذه المناطق بالتكتيكي.
في غضون ذلك، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما لمحطة التلفزيون الأميركية "إن بي سي" عن قناعته بأن القذافي سيرضخ "في نهاية المطاف" للضغوط العسكرية والدبلوماسية على نظامه وسيتنحى عن السلطة.
ووصل وزير الخارجية الليبي موسى كوسا إلى بريطانيا أمس معلنا للحكومة البريطانية أنه استقال من منصبه، كما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية.
أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قناعته بأن الزعيم الليبي معمر القذافي سيرضخ "في نهاية المطاف" للضغوط العسكرية والدبلوماسية على نظامه وسيتنحى عن السلطة، مؤكدا أنه لم يستبعد تسليح المعارضة. وقال أوباما إن "الخناق يضيق" حول الحكومة الليبية لكن لا يبدو بعد أن القذافي يسعى إلى التفاوض للخروج من ليبيا، على الرغم من عمليات القصف الشديدة لقواته من قبل التحالف الدولي. وأضاف لمحطة التلفزيون الأميركية "إن بي سي" أن "توقعاتنا هي أنه مع مواصلة ممارسة الضغوط ، ليس العسكرية فحسب، فإن القذافي سيتنحى عن السلطة في نهاية المطاف". وأضاف "بالإضافة إلى فرض منطقة حظر جوي وحماية المدنيين، بتصرفنا وسائل سياسية ودبلوماسية وعقوبات وتجميد ودائعه بالإضافة إلى عناصر ستضيق الخناق" على نظام القذافي. وأشار إلى أن معرفة واشنطن بهوية الثوار الليبيين وأهدافهم وخططهم تتحسن لكنها ليست كاملة حتى الآن.
وانتقلت الخلافات في واشنطن حاليا إلى نقطة مغايرة لما كانت عليه قبل أيام، إذ تمحور النقاش حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تسلح الثوار أو أن عليها أن تتجنب ذلك وتكتفي بموقفها الحالي. وفيما يرجح موقف أوباما نحو تسليح الثوار، فإن المساحة الواسعة لمعارضيه في ذلك تنذر بأن يكون اتخاذ مثل هذا القرار أمرا بالغ الصعوبة. فقد قدم المعارضون إحصائيات تبرهن على أن أغلب الليبيين الذين اعتقلوا في العراق خلال الاشتباكات مع القوات الأميركية جاؤوا من شرق ليبيا، فضلا عن ذلك فإن موقف أجهزة المخابرات الأميركية لم يكن حاسما في نفي وجود عناصر من القاعدة في صفوف الثوار.
وقال الأدميرال جيمس ستافريديس قائد قوات حلف شمال الأطلسي العاملة في ليبيا في جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ أول من أمس إن القوات الأميركية لا تمتلك حتى الآن صورة متكاملة عن التركيب التنظيمي للثوار وما إذا كان هناك تواجد مؤثر للقاعدة في صفوفهم. وأضاف ستافريدس "هناك إشارات متناثرة في التقارير الاستخبارية عن تواجد للقاعدة وحزب الله في صفوف الثوار، إلا أن ذلك ليس واضحا بعد". ويخشى مؤيدو تسليح الثوار من أن يكون مصدر تلك المعلومات هو المخابرات الإسرائيلية ولاسيما أن أجهزة المخابرات الأميركية تعترف بأن مصادرها "محدودة للغاية" حسب وصف مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر. ويقول المعارضون من داخل الإدارة إن تزويد الثوار بالسلاح سيفتح الباب نحو تورط أعمق فيما يمكن أن يكون حربا أهلية في ليبيا ولاسيما أن الأميركيين سيضطرون لتدريب المعارضين على استخدام ما يقدمونه من سلاح. فضلا عن ذلك فقد قال معارضون من خارج الإدارة إن تجارب الولايات المتحدة في إمداد متمردين مسلحين انتهت دوما بنتائج سيئة.
ميدانيا، استطاعت قوات القذافي أمس إجبار مقاتلي المعارضة على التراجع بشكل أكبر باتجاه الشرق. وتراجع الثوار الليلة قبل الماضية عن بلدتي بن جواد والبريقة اللتين كانتا تحت سيطرتهم في وقت سابق. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن مدينة راس لانوف، التي تضم ميناء نفطيا ليبيا سقطت أيضا في أيدي قوات القذافي بعدما اضطرت المعارضة للتراجع.
ومع تسارع التقهقر سمع أصوات طائرات ثم سلسلة من الانفجارات المدوية قرب راس لانوف. وقال مقاتل يدعى أحمد، كان عائدا من راس لانوف "جاءت طائرات فرنسية وقصفت قوات القذافي". وقال المقاتل مفتاح محمد لرويترز "نحتاج الضربات الجوية. إذا حدث قصف جوي آخر يمكن أن نصل إلى مصراتة. بنادق كلاشنيكوف، قذائف صاروخية، صواريخ خفيفة، هذه هي أسلحتنا". كما قصفت القوات الموالية لنظام القذافي مجددا مصراتة بالمدفعية والصواريخ، وذلك غداة هجوم دام أسفر عن 18 قتيلا بحسب متحدث باسم الثوار وطبيب في مصراتة.
وفي سياق متصل قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده لا تستبعد إمداد الثوار في ليبيا بالأسلحة، ولكن القرار لم يتخذ بعد. وأضاف كاميرون للبرلمان أن الوضع على الأرض في ليبيا "متقلب للغاية". وذكر أنه فيما يتعلق باحتمال إمداد الثوار بالأسلحة فإن بريطانيا تحتاج "للتحرك بحذر"، ولكن في المقابل استبعدت النرويج، التي تشارك في التحالف، تسليح الثوار. وقالت وزيرة الدفاع جريت فاريمو "فيما يخص النرويج فإن تزويد الثوار الليبيين بأسلحة ليس مطروحا". كما رفضت بلجيكا فكرة تسليح الثوار.