حذر القيادي المنشق عن الحركة الشعبية الحاكمة بجنوب السودان الفريق عبدالباقي أكول من أنه "لن تقوم في الجنوب دولة" إذا استمرت حكومة جوبا في نهجها العنصري الرامي لتغيير التركيبة الاجتماعية بالإقليم. وقال أكول وهو مستشار سابق لرئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت في حديث لـ"الوطن"، إن الحركة الشعبية "تكرس لأعمال النهب والسرقة من خلال غضها الطرف عما يجري من جرائم تجاه الغير". وأشار إلى أن المسؤولين "تحوم حولهم شبهات بالفساد والأموال لا تصرف على التنمية وإنما على ملذاتهم الخاصة". واتهم أكول قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها سيلفاكير بالسيطرة على "السلطة والمال والجيش". وقال "يريدونها دولة دينكا، ولكن أين سيذهب الباقون؟ إنهم حتما سيحملون السلاح". وقال أكول وهو أيضا أحد سلاطين الدينكا المسلمين، إن "الغربيين استباحوا ساحات المساجد وشيدوا عليها الأسواق فيما لم يتعرضوا للكنائس".
وحذر أكول من أن الانفصال "هو أكبر خسارة للجنوبيين وسيندمون قريبا عندما يفاجؤون بالواقع الجديد بعد يوليو المقبل". وأوضح "ليس لدينا كوادر مدربة لتقود الدولة. كما أن أفراد الجيش النظامي من الجنوبيين في الشمال أعدادهم كبيرة فكيف سيتم استيعابهم؟ أما الخدمة المدنية فهي مشلولة تماما". وأضاف "نحن في الجنوب حياتنا المعيشية تعتمد على الشمال بشكل مطلق، خاصة في المواد الغذائية، حيث دول جوار الجنوب فقيرة ولن تعطينا شيئا". وتابع إن "الانفصال كارثة. العودة الطوعية أصبحت الآن عكسية باتجاه الشمال، فمعظم الذين عادوا للجنوب يعيشون تحت الأشجار ودون أية مرافق أو وسائل للعيش، وكلهم أدركوا خطأ الانفصال ولكن بعد فوات الأوان".
وقال أكول "أتوقع أن يتوحد الشمال والجنوب مرة أخرى وقريبا جدا، فالجنوبيون كان أفضل لهم حكم إقليمي تحت مظلة الدولة السودانية". وحذر "كل القيادات الجنوبية من الحركة الشعبية من التحدث باسمنا، وإذا أرادت الحركة الحوار عليها حل الحكومة الحالية وأن يكون تمثيل المسلمين متوافقا على عددهم الكبير، وإلا فأنا لدي علاقات بالحركات المنشقة الأخرى وسننسق فيما بيننا ضد حكومة جوبا". يذكر أن أكول حمل السلاح ضد الحركة الشعبية لتحقيق مطالبه المتمثلة فى "تحقيق العدالة والمساواة للمسلمين الجنوبيين الذين يمثلون 35% من سكان الجنوب". ويقول إنه سيظل يحارب للحفاظ على هوية وممتلكات المسلمين الجنوبيين.