أثار هدم عدد من المباني بقرية جبر الأثرية جنوب محافظة بلجرشي التابعة لمنطقة الباحة، من أجل بناء مسجد، خلافا حادا بين المواطنين، مطالبين شرطة وأمانة المنطقة وفرع وزارة الشؤون الإسلامية وجهاز السياحة، بوضع حد لتلك التعديات على القرى التراثية بالمنطقة عموماً، وقريتهم على وجه الخصوص.
وأوضح أحد أهالي بلدة جبر الدكتور منصور الغامدي، أن الأهالي يتساءلون عن مصير شكاواهم بشأن أملاكهم المعتدى عليها من قبل بعض الأشخاص الذين هدموا بيوتهم القديمة الأثرية والتاريخية، مضيفا أن التجاوزات مستمرة منذ تسعة أشهر مضت، بل إن معدات الهدم لا تزال تقوم بالعمل في الموقع.
وقال إن بعض الورثة تقدموا بشكاوى إلى الجهات المختصة يطالبون فيها بإعادة حقوقهم المسلوبة، ومحاسبة المعتدين الذين ارتدوا معاطف الوعّاظ فقاموا يرشدون أصحاب البيوت؛ لإقناعهم بالتبرع بمواقع بيوتهم المهدمة والمعتدى عليها من أجل عمل الخير، وبناء مسجد عليها في الموقع الذي يقع بين مسجدين قائمين أحدهما جامع كبير وحديث، مبينا أن أمانة المنطقة أصدرت قرارات بتخصيص مواقع قريبة ومملوكة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وتم إصدار تصاريح بناء مساجد عليها ضمن مخطط للأراضي معتمد من الأمانة.
من جهته، أوضح الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة الرائد سعيد أحمد الغامدي، أنه تم التوجيه بإيقاف الهدم لحين صدور توجيه آخر، وذلك عقب وقوف لجنة على الموقع، مؤكداً أن الموقع يتعلق بأصحاب أملاك خاصة تبرعوا بها لإنشاء جامع لأهالي القرية.
ونفى رئيس البلدية في محافظة بلجرشي المهندس سعيد الغامدي، أن يكون لهم علاقة بالموضوع، أو أن معدات البلدية استخدمت في إزالة القرية القديمة، مفيدا أن القرية تضم بيوتا آيلة للسقوط.
ومن جهته بين المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالباحة المهندس محمد ملة، أنه تمت مخاطبة أمين المنطقة لإيقاف عملية الهدم، إضافة إلى التواصل مع الجهات المعنية مثل البلدية والمحافظة، والشرطة؛ لوقف التدمير الذي حل بالقرية والعمل معهم على اتخاذ التدابير اللازمة لعدم تكرار ذلك، مشيراً إلى أن البلدية أفادتهم بأن عملها اقتصر على مسح الطريق المؤدي للقرية من أثر السيول.
ودعا إلى البدء في تأسيس جمعية لأهالي بلدة جبر تهتم بتأهيل وتطوير القرية والاستفادة مما يقدم من دعم مادي وفني من جميع الشركاء بالمنطقة والهيئة.