وأكد أمير الرياض في محاضرته أمس بالجامعة الإسلامية أن الدولة لم تؤسس على العصبية القبلية، وأضاف: نحن مجتمع ليس لديه طبقية، وإننا أسرة من داخل الشعب. وأوضح أنه ممن يشجعون عمل المرأة ضمن الضوابط الشرعية والعرف الاجتماعي، مشيرا إلى أن احترام المرأة يعد من احترام الرجل لنفسه. وفي رده على مداخلة حول طريقة الرد على المخالفين، قال الأمير سلمان "إذا كان هنا حق مع الناقد نشكره، وإن جانب الصواب فقد أعطانا الفرصة كي نرد عليه". مضيفا: لا أحد ممنوع من الرد على أجهزة الإعلام.

وردا على مداخلة للكاتب في صحيفة "الوطن" شتيوي الغيثي حول خروج بعض الأصوات التي تشككك في الانتماء لهذا الوطن، ومن يدعي تعارضا بين المواطنة والإسلام، أوضح أمير الرياض أن الرد يكمن في العودة إلى تاريخ المسلمين وتراث النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أنه ليس واردا أن يرضى الجميع عن كل إجراء، وقال "على الإنسان أن يعمق فكره وفي نفس الوقت ينظر لما حوله".

وأضاف أن "شبابنا إذا كان عندهم هذا الفكر، فهم بخير وعافية خصوصا في هذا الوطن، وطن العروبة ومنبع الإسلام، ومطلوب منا أن نخدم بعضنا البعض". وشدد على أهمية الاختلاط بأصحاب الفكر والقراءة، مشيرا إلى أهمية القراءة في جميع الاتجاهات كي يطور الإنسان قدراته.




أكد أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال محاضرته أمس في الجامعة الإسلامية عن "الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية" أن الدولة السعودية لم تؤسس على العصبية القبلية مشيرا إلى أن بعض المغرضين أطلقوا على الحكم الرشيد مصطلح "الوهابية" وذلك لتنفير المسلمين من هذه الدولة ومبادئها الصحيحة، داعيا الجميع إلى العودة إلى تراث الشيخ محمد بن عبدالوهاب والبحث في ثناياه عن أي شيء يخالف الكتاب والسنة النبوية المطهرة، حيث لن يجدوه.

وقال الأمير سلمان: نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبدالوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح. وأضاف: نحن نحترم الأئمة الأربعة لا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة".

وقال الأمير سلمان: إننا مجتمع ليس لديه "طبقية" مضيفا: إننا أسرة من داخل الشعب ونحن نعتز بتاريخنا وأكبر فضيلة هي خدمة الإسلام والمسلمين وكذلك خدمة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وبلاد الأنصار. وشدد على أهمية الاختلاط بأصحاب الفكر والقراءة مشيرا إلى أهمية القراءة في جميع الاتجاهات كي يطور الإنسان قدراته.

وفي رده على مداخلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف علي بن عبدالرحمن الحذيفي حول كيفية الرد على منهج بعض الصحفيين والكتاب ممن يكتبون ضد العقيدة ومطالبته بأهمية تقويم مسار الإعلام أوضح أن الدولة السعودية ملتزمة في عقيدتها وأن الإعلام إذا قصر نلفت نظره، وإذا كتب شيئا يخالف العقيدة فلدينا مفكرونا ولديهم كل الفرصة للرد عليه مشيرا إلى تصريحه في إحدى المناسبات: "أنه إذا كان هنا حق مع الناقد نشكره وإن جانب الصواب فقد أعطانا الفرصة كي نرد عليه". مضيفا: "لا أحد يمنع طلبة العلم من الرد على أجهزة الإعلام".

وقال الأمير سلمان في رده على استفسار إمام وخطيب المسجد الحرام سعود الشريم حول تصريح سابق له في إحدى الصحف أنه تعلم من مدرسة الحياة إنه نهل العلم في مدرسة الأنجال، وكذلك مدرسة الملك عبدالعزيز مضيفا أن الملك عبدالعزيز كان معلما للجميع، حيث كان يتحدث مع الجميع، مضيفا أنه استفاد من أسرته، ومن طلبة العلم، ومن الإصغاء إلى المثقفين، وكل من عنده أفكار يطرحها من الحاضرة ومن البادية.

ونصح الأمير سلمان بأهمية الاختلاط بأصحاب الفكر والقراءة مشددا على أهمية القراءة كي يطور الإنسان قدراته مشيرا إلى أن كل من يقرأ سوف يتعود على تلك العادة وعليه أن يقرأ بجميع اتجاهات العلم.

وردا على مداخلة للكاتب في صحيفة "الوطن" شتيوي الغيثي حول خروج بعض الأصوات التي تشكك في الانتماء لهذا الوطن وإشارة البعض إلى الانتماء إلى المناطقية أو الفكرية والقبائلية وكذلك وجود من يدعي تعارضا بين المواطنة والإسلام أبان أن الرد يكمن في العودة إلى تاريخ المسلمين وتراث النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أنه ليس واردا أن يرضى الجميع عن كل إجراء مستدلا برسالة الإسلام التي وجدت من يعارضها وقد وجد من يلحد بالله، وعلى الإنسان أن يعمق فكره وفي نفس الوقت ينظر لما حوله، إن شبابنا إذا كان عندهم هذا الفكر فهم بخير وعافية خصوصا في هذا الوطن وطن العروبة ومنبع الإسلام ومطلوب منا أن نخدم بعضنا البعض، مشيرا إلى أن من يحضر هذه المناسبة يمثلون جميع القبائل، وقد جمعنا إطار الإسلام، ومن يقرأ سيرة النبي يجد من عارضه وناكفه ويكفي أن يكون لشبابنا مثل هذا الفكر.

وأكد الأمير سلمان بن عبدالعزيز أنه ممن يشجعون عمل المرأة وذلك ضمن الضوابط الشرعية والعرف الاجتماعي، وأن المرأة السعودية كانت تعمل في المزارع، وتساعد أهلها، فهي الأم وكذلك الأخت والزوجة، وهي البنت واحترام المرأة يعد من احترام الرجل لنفسه.

وأشار إلى أنه من أنصار توثيق الرأي وأنه محب لتوثيق كل رأي يسمعه، مؤكدا أن الوزارات قائمة بواجبها، وأن التعاون موجود، وأنه حريص كثيرا على كل رأي يخدم جميع المصالح وأضاف: "من الضروري أن يحترم الإنسان رأي غيره كي يحترموا رأيه".

ولفت الأمير سلمان إلى أنه سبق أن رفض شهادات دكتوراه ولكنه قبلها من جامعة أم القرى بمكة، والجامعة الإسلامية في الهند وكذلك الجامعة الإسلامية حيث منح قسم التاريخ بالجامعة الإسلامية درجة الدكتوراه الفخرية في تاريخ الدولة السعودية للأمير سلمان بن عبدالعزيز.


المبايعة التاريخية

وكان الأمير سلمان قد أكد في مستهل محاضرته أنها مناسبة طيبة أن يكون في مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وبالقرب من المسجد النبوي الشريف حيث شع الإيمان والنور وأنقذ البشرية من الفوضى والظلام، وحيث أُسِّست أول دولة تقوم على الإسلام وراية التوحيد، وتنشر الأمن والاستقرار في الجزيرة العربية.

وأضاف أن الله أكرم هذه البلاد المملكة العربية السعودية بأن تتشرف بوجود مكة المكرمة فيها أول بيت وضع للناس، ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم، وبأن تكون هذه البلاد أيضاً منطلق الإسلام والعروبة معاً.

وأضاف أنه في هذه المدينة المباركة طيبة الطيبة بدأت نهضة الدولة الإسلامية الأولى على الكتاب والسنة النبوية، وفي هذه الأرض العربية منطلق العروبة والإسلام تأسست الدولة السعودية على المبادئ ذاتها متأسية بتلك الدولة الإسلامية الأولى وأسسها العظيمة التي تقوم على راية التوحيد، وتدعو إلى الدين الخالص من أي ابتداع أو ممارسات ليست في الكتاب أو السنة وأقوال السلف الصالح.

وقال: إنه عندما ظهرت الدولة السعودية في الدرعية أعادت للمنطقة الدولةَ المركزية القائمة على الدين مثلها مثل الدولة الإسلامية الأولى، واستعادت للجزيرة العربية الأمن والاستقرار الذي فقدته عدة قرون مشيرا إلى أنه قبل تأسيس الدولة السعودية الأولى كان في كل إقليم دولة، وفي كل قبيلة دولة، وداخل كل دولة من هذه الدول دول متناحرة، مستدلا بقول المؤرخ عثمان بن بشر حيث وصف الحال في ذلك الوقت في واحدة من البلدات الصغيرة في نجد: "فقسموا البلد أربعة أقسام كل واحد شاخ في ربيعها.. فإن كانت هذه قرية ضعيفة قليلة الرجال والمال، صار فيها أربعة رجال كل منهم يدعي الولاية على ما هو فيه".

وأشار إلى أنه تمت المبايعة التاريخية بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب على أساس المنهج الشرعي حين قال الإمام محمد بن سعود: أبشر ببلاد خير من بلادك، وأبشر بالعزة والمنعة. وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب: وأنا أبشرك بالعز والتمكين، وهذه كلمة (لا إله إلا الله) من تمسّك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد. وأصبحت هذه البيعة ركناً أساسياً من أركان الدولة السعودية إلى اليوم، بحيث تلتزم بتأسيسها على الدين الصحيح، ورغم أن الإمام محمد بن سعود من أسرة تعود في أصولها إلى بني حنيفة، تسكن في الوادي الذي يسمى باسمها، وإمارته في الدرعية التي أسسها جده مانع المريدي وأسلافه من الدروع من بني حنيفة منذ منتصف القرن التاسع الهجري، إلا أنه لم يؤسس الدولة على عصبيته أو قبيلته، بل أسسها على الدين والتزم هو وأبناؤه وأحفاده إلى يومنا هذا بهذا التأسيس وبهذا الامتداد الذي يماثل ما تأسست عليه الدولة الإسلامية الأولى.

ولا شك أن قيام الدولة السعودية الأولى وانتشارها الواسع في شبه الجزيرة العربية ونجاحها في إرساء الاستقرار والأمن والحكم الرشيد، أدى إلى النقمة عليها، لذا بدأ البعض بإطلاق مصطلح الوهابية على تلك الدعوة لتنفير المسلمين من هذه الدولة ومبادئها الصحيحة، وأنا هنا أدعو الجميع إلى العودة إلى تراث الشيخ محمد بن عبدالوهاب والبحث في ثناياه عن أي شيء يخالف الكتاب والسنة النبوية المطهرة، ولن يجدوه، أين الجديد أو الاختراع في هذه الدعوة حتى يطلقوا عليها أشنع الألقاب والصفات ويصموها بأنها تتضمن أشياء غريبة خارجة عن الدين الإسلامي؟.





احترام الأئمة الأربعة

وتابع الأمير سلمان: قال الملك عبدالعزيز –رحمه الله- كما جاء في صحيفة أم القرى: "يسموننا الوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض... نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبدالوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح. ونحن نحترم الأئمة الأربعة لا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة".

وبرغم سقوط الدولة السعودية الأولى، إلا أنها عادت مرة ثانية ومرة ثالثة. ولقد توقع المؤرخ الفرنسي فيلكس مانجان الذي عاصر سقوط الدولة السعودية الأولى عودة الدولة مرة أخرى بسبب جذورها التاريخية وأسسها الدينية في المنطقة، وكتب قائلاً: "ما زالت المبادئ نفسها موجودة، وقد ظهرت منها بعض البوادر، ومع أن أسرة آل سعود قد تفرقت، ومع أن الفوضى تعم بين الزعماء، فما زال هناك أُسٌّ خصب يمكن للزمن والأحداث أن تجعله يتفتح من جديد".

وأشار الأمير سلمان إلى أن هذه الدولة المملكة العربية السعودية التي هي امتداد للدولة السعودية الثانية والدولة السعودية الأولى بل الدولة الإسلامية الأولى قدرها واستمرارها إنما هو بالمحافظة على دينها الذي هو سبب عزتها ونصرتها والذي التفت حوله حواضر هذه البلاد وبواديها وحكامها منذ قيام الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية، وفي عهد الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله، والملك عبدالله وولي عهده الأمير سلطان حفظهما الله.

وأضاف: لا توجد أسرة أو قبيلة في هذه البلاد إلا ولآبائها أو أجدادها مشاركةٌ فاعلة في توحيد البلاد وبنائها وتعزيز قوتها ورسالتها. مضيفا أن الجميع في هذا الوطن جزءٌ لا يتجزأ من هذا الإنجاز التاريخي لهذه الدولة المباركة وأسهم حقيقة في بنائها ووحدتها وتماسكها.

وذهب إلى أنه لأهمية ارتباط هذه البلاد بالدين الإسلامي فقد نص النظام الأساسي للحكم في مادته الأولى على أن المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما تنص المادتان السابعة والثامنة على أن الحكم في المملكة العربية السعودية يستمد سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله وأن الحكم فيها يقوم على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية. وقال عندما خاطب الملك عبدالعزيز المواطنين في أثناء زيارته المدينة المنورة في محطة العنبرية في 21 ذي القعدة 1346هـ مشيرا إلى أهمية نصرة الدين الذي هو أساس هذه الدولة وذلك حسب ما نشر في صحيفة أم القرى، فقال: "إنني أعتبر كبيركم بمنزلة الوالد، وأوسطكم أخاً وصغيركم ابناً فكونوا يداً واحدة وألّفوا بين قلوبكم لتساعدوني على القيام بالمهمة الملقاة على عاتقنا، إنني خادم في هذه البلاد العربية لنصرة هذا الدين وخادم للرعية". وأكد سلمان بن عبدالعزيز على مواصلة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –يحفظه الله- هذه السياسة المبنية على أسس الدولة من حيث نصرة الدين وخدمة الحرمين الشريفين والمسلمين، والحرص على شعبه وعلى ما يخدمهم، وينميهم ويسهم في رُقيِّهم مشيرا إلى أن في هذا استمرارا على المنهج والأسس التي تقوم عليها المملكة.