شهدت محاضرة الأمير سلمان تقديم طفلين ترحيبا له بست لغات مختلفة منها الصينية والأوردية والهوساوية والسواحلية، ورددوا بالعربية: "أنا المدينة من في الكون يجهلني..ومن تراه درى عني وما شغلا".

وكان طلاب الجامعة الإسلامية قد اختاروا على طريقتهم الترحيب بأمير منطقة الرياض بالشعر الفصيح للتعبير عن فرحتهم وترحيبهم بالأمير سلمان وقدم الشاعر السنغالي محمد أبو بكر صول قصيدة ترحيبية قال فيها: قد فارقتنا جيوش الهم قاطبة/لما أتانا أمير الخير سلمان/ بر تقي.. أمير صادق ورع/ جم الفضائل مغوار ومعوانُ.

قدمت بعدها قصيدة نبطية لعبدالمحسن بن نجا العتيبي أحد خريجي كلية الدعوة قال منها على طريقة الشيلة:

هنا وقفت، والتاريخ يشهد والقصيد يجود/ وأخذت من أجزله دره..ولولوه ومرجانه/ هنا عبرت والإحساس ينظم من درر عقود/ هنا لبست حرفي ثوب عز وشدت بألحانه....، إلى أن يقول مشيرا إلى الأمير سلمان بن عبدالعزيز: هذا ضرغام نجد اللي على نجد الكرام يسود/ أميرٍ ما يوفيه القصيد وجزل قيفانه/ حكيم حنكته، حنكه به التطوير قاده قود/ جعل من نجد دانه بالبلد ما مثلها دانه.

وكان مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا قد قال في كلمته: إن الحديث عن الملك عبدالعزيز حديث ذو شجون مؤكدا أنه يكفيه فخرا أنه أخذ الشريعة الإسلامية مناراً، وأجرى الله على يديه لهذه البلاد نِعَم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار والسير على منهج الإسلام، فقد كانت البلاد قبل توحيدها على يديه قبائل متفرقة متناحرة قلّما تتوقف بينها المنازعات والحروب، حتى وحّدها الملك عبدالعزيز رحمه الله، مضيفاً: ولنا أن نتصور المخاطر التي تعرض لها القائد الإمام وهو يتنقل بين قبائل متناثرة وقرى متباعدة في صحراء شاسعة، ولنا أن نتصور حجم الفتن والثورات التي استطاع القائد الإمام إخمادها قبل أن تصبح المملكة العربية السعودية دولةً واحدةً.

وتحدّث العقلا عن وصية الملك عبدالعزيز التي أوصى بها إلى وليّ عهده سعود بن عبدالعزيز رحمهما الله، وقال إنها وصية تكشف لنا عن رحمة وشفافية نفس ونقاء قلب وسريرة ملكٍ إنسان، وتعدّ انعكاساً للأسس التاريخية والحضارية للدولة السعودية، إذ أوصاه بثلاثة أمور: النية الصالحة، والجد والاجتهاد في النظر في شؤون الرعية والعدل في المحب والمبغض وتحكيم الشريعة والقيام بخدمتها باطناً وظاهراً، والأمر الثالث النظر في أمر المسلمين عامة وأن يجعل كبيرهم والداً ومتوسطهم أخاً وصغيرهم ولداً، وأن يهين نفسه لرضاهم.

وأضاف العقلا أن هذه الوصية تأكيد على ما قامت عليه الدولة المباركة من أسس ومقومات حضارية وفكرية من أبرزها الولاء والطاعة لله ولرسوله ولولي الأمر وتقدير العلماء واحترام النظام وتنفيذه وحب الوطن والاعتزاز بتاريخه المجيد، وإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما وتوفير الأمن والرعاية لقاصدهما، وتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على القيم العربية والإسلامية، وإحداث نهضة علمية وبحثية شاملة في جميع مراحل التعليم.

وأشار إلى أن شرف الكلمة ينبثق من شرف المناسبة، وقد اجتمعت الليلة ثلاث مناسبات في هذه المناسبة: الأولى عودة قائدنا الوالد الكريم مشافى معافى، والثانية هي تشريف سمو الأمير سلمان لنا جميعاً في طيبة الطيبة، والثالثة الحديثُ عن الأسس التاريخية للدولة السعودية من رجل دولة بمكانة الأمير سلمان.