جاء حرص الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي ترجمه الرئيس العام لرعاية الشباب، رئيس الاتحاد الأمير نواف بن فيصل بالتوجيه إلى ضرورة رفع كفاءة المدرب الوطني عبر البدء بتنظيم دورات مختلفة لتطوير قدراته بناء على إستراتيجية محددة تقتضي أن يكون 50% من المدربين في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد الموسم المقبل وطنيين، على أن تصل النسبة في الموسم الذي يليه إلى 100% ؛ ليؤكد الحرص على وضع الكرة السعودية في مكانتها المناسبة عبر تدعيم كل مفاصلها بما فيهم المدربين الوطنيين.

وفي هذا الإطار يقول المحاضر الدولي، المدرب الوطني الدكتور جاسم الحربي "في أي مكان في العالم لا بد أن يتواجد بنك من المدربين الوطنيين المؤهلين، وليس أولئك الذين يتحولون من التدريب إلى مجال رياضي آخر، أو الذين يقوم النادي بمجاملتهم كونهم كانوا لاعبين فيه يوماً من الأيام.

والمدربون المقصودون هم الذين استطاعوا الحصول على دورات عدة وشهادات دولية، وفي المملكة لدينا مدربون كبار يملكون رخصة (A) الدولية في التدريب، وهي أعلى رخصة تدريب على مستوى العالم أمثال أمين دابو وحمود السلوة ويوسف خميس ويحي عامر ويوسف عنبر وسعيد غراب وغيرهم، وهم يستحقون أن يمنحوا الثقة بالتجربة العملية في الميدان".

وشدد الحربي على إدارات الأندية بأن تساعد المدربين عبر تهيئة الأجواء المناسبة للعمل والنجاح، ليثبتوا قدراتهم ونجاحهم ميدانياً، مؤكداً أن النجاح عملية تكاملية بين مختلف الأجهزة الإدارية والتدريبية لإيجاد الدعم الذي يحقق نتائج إيجابية، مشيراً إلى أن على الأندية أن تلتزم بأن يكون ضمن فريق العمل التدريبي لديها مدربون وطنيون.

ويربط الحربي المدرب الوطني بالنجاح لأنه الأقدر على التعامل مع الفئات السنية التي تتطلب منه الإلمام بالظروف النفسية والاجتماعية والمادية، وهي مؤثرات أساسية لإعداد اللاعب من النواحي الأربعة اللياقية والفنية والتكنيكية والنفسية.

ويضيف "المدرب الوطني يكسر الحواجز، وهو همزة الوصل بين اللاعبين، فيعرف كيف يتعامل معهم ويوجههم، لكن الأجنبي يحتاج إلى ترجمة توجيهاته لتصل المعلومة، والطفل يخضع لمتغيرات سريعة في التفكير تنقله من عالم إلى آخر خلال وقت قصير، لهذا لا بد من الانتباه إلى مراحل النمو، وكثير من الأكاديميين لا ينتبهون إلى هذه النقطة فتطول محاضراتهم، بينما يتحول تفكير الطالب بعد 20 دقيقة إلى جانب آخر في حياته، لذا أحرص من خلال محاضراتي على اختصار المدة والانتقال بالصغار إلى ورش للتطبيق العملي الذي يرسخ المعلومة في الذهن"، مختتماً بأن يكون المدرب خصوصاً للفئات السنية الصغيرة من أبناء البلد للأسباب الآنفة الذكر.