أحاطت العناية الإلهية بطفلة رضيعة عمرها سبعة أشهر في تبوك، تعرضت لعنف أسري أدى إلى إصابتها بكسر في الجمجمة وانفصال في شبكية إحدى عينيها وكسر في إحدى قدميها، حيث تأكد أمس تماثلها التام للشفاء والتوجيه بالسماح بخروجها برفقة والدتها. وكانت "الوطن" قد فجرت الخميس الماضي في العدد (3828) قصة الرضيعة (ريفان)، التي لاقت اهتماماً كبيراً من حقوق الإنسان والمتابعة الاجتماعية ونخب الرأي العام في المملكة.

وعلمت "الوطن" أمس أن السجال ما بين الأبوين الطليقين لا يزال دائراً، فيما قامت أمس حقوق الإنسان بتسليم ملف القضية إلى مكتب المتابعة الاجتماعية من أجل استكمال التحقيقات اللازمة وتحديد المتسبب في الإصابات التي لحقت بالرضيعة. ومن جهته ذكر لـ "الوطن" مدير مكتب المتابعة الاجتماعية في منطقة تبوك أحمد عواد الجوهري أن لجنة المستشارين قد أقفلت ملف القضية وقررت تسليم الرضيعة لوالدتها بعد أن ثبت أنها لم تتعرض للعنف إلا بعد أخذ الأب (ريفان) من أحضان والدتها وحرمانها من حضانتها. مضيفاً أن مكتب الرعاية الاجتماعية في تبوك قد خاطب شرطة المنطقة لإحضار الأب الذي استحال الاتصال به بعد أن أقفل هاتفه المحمول ولم يراجعنا حتى هذه اللحظة لاتخاذ الإجراء اللازم حيال الإهمال تجاه هذه الطفلة البريئة، واختتم الجوهري قائلاً "إنه تم أخذ تعهد خطي على الأم يكفل عدم تكرار تعرض الطفلة (ريفان) للعنف".

وكان والد (ريفان) قد خرج أمس عن صمته، وقال إن "لديه من زوجته ثلاثة أطفال، ولد وابنتان، وجميعهم تحت رعايته منذ أن طلق زوجته، وزواجها برجل آخر بعد انتهاء عدتها مباشرة. مؤكداً أن الصغيرة (ريفان كانت تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وقيء مستمر، وأنه راجع بها مستشفى الولادة والأطفال في تبوك وتم تنويمها في العزل الصحي لاشتباه إصابتها بداء الكبد الوبائي، حيث مكثت في المستشفى أكثر من عشرة أيام، إلا أن المستشفى بعد ذلك اعتذر عن خطأ في التشخيص، وأكد عدم إصابة الطفلة بالفيروس وأن التشخيص بأكمله خاطئ لعطل في أجهزة المختبر، وتم اكتشاف معاناتها عن طريق التصوير بالأشعة، حيث اتضح للطاقم الطبي أنها مصابة بكسر في الجمجمة وإحدى القدمين، وعلى ضوء ذلك تم تحويلها إلى مستشفى القوات المسلحة في تبوك لتلقي العلاج اللازم".

وأضاف أنه "لا يعلم كيف أصيبت بهذين الكسرين، وأنه لا يتهم أحد بالتسبب في إصاباتها". مشيراً إلى أنه وعند انتهاء التحقيقات سوف يتضح المتسبب فيما حدث لطفلته وحينها لكل حادثٍ حديث, على حد قوله.

أما والدة (ريفان) فقد طالبت في اتصال هاتفي بـ "الوطن" أن تبقى ابنتها (ريفان) تحت رعايتها، كما طالبت أيضاً بالحصول على رعاية أخويها الآخرين فور خروجها من المستشفى برفقة رضيعتها، مؤكدة أنه قد ثبت لدى مستشاري لجنة المتابعة تعرض (ريفان) للعنف، وأنها تخاف على أخويها الآخرين وهما ولد وبنت من التعرض للعنف، وهم في رعاية الأب، مضيفة أن حالة ريفان الصحية مستقرة، وقد كتب لها خروج من المستشفى إلا أن هنالك إجراءات روتينية حالت دون خروجها معي، موضحة أنها لا تزال تراجع ما بين الرعاية الاجتماعية والمستشفى العسكري في تبوك من أجل الحصول على حق استلام (ريفان) والخروج بها من المستشفى.

وقالت والدة (ريفان) إنها متزوجة حديثاً من رجل آخر بعد طلاقها من والد (ريفان) وأن زوجها تعاطف معها كثيرا، وعلى الرغم من حداثة زواجهما فقد سمح لها بالبقاء مع رضيعتها في المستشفى، كما أكد حرصه على أن أؤدي دوري كأم لطفلتي خلال الفترة الماضية التي كانت فيها (ريفان) في العناية المركزة.

وقد حاولت "الوطن" مراراً الاتصال على مدير العلاقات العامة في مستشفى تبوك العسكري لاستيضاح الأسباب التي تحول دون تسليم الطفلة لوالدتها رغم تقارير اللجنة المعنية والتي أقرت بالسماح لوالدة (ريفان) باصطحابها معها بعد أن تماثلت للشفاء إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة.