أكد شهود في مدينة درعا السورية أمس أن قوات الأمن فتحت النيران على متظاهرين وسط هتافات لمئات الأشخاص ضد قانون الطوارئ، في وقت تراجعت فيه أجواء التوتر التي سادت في مناطق سورية عدة، وسط ترقب لتنفيذ وعود الإصلاح التي أعلنتها القيادة السورية.
وفي هذا الإطار قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أمس، إن الرئيس السوري بشار الأسد سيعلن قرارات هامة خلال اليومين القادمين "تسعد الشعب السوري".
ودعا مجلس الشعب السوري الأسد إلى توضيح إجراءات تعزيز الديموقراطية التي وعد بها، ووقف دقيقةَ حدادٍ على أرواح قتلى تظاهرات الأيام الاخيرة، على ما صرح أحد أعضائه.
وأكد النائب محمد حبش أن أعضاء مجلس الشعب "تحدثوا بتقدير واحترام عن موقف الرئيس والاستجابة لمطالب الناس".
وأضاف "في الوقت نفسه طلبنا توضيحاً من القيادة عن الإجراءات التي ستتخذ، وطلبنا أن يأتي الرئيس إلى البرلمان ويشرح الخطوات المطلوبة".وتابع أن النواب "وقفوا دقيقة صمتٍ لأرواح الشهداء وهي بمثابة احترام للاحتجاجات والمطالب الشعبية".
وأفادت منظمات حقوق الإنسان أن حوالي 130 شخصاً قتلوا وعلى الأخص في درعا التي شكلت مركز الانتفاضة.
وفي اللاذقية (على الساحل الشمالي الغربي) قتل 15 شخصاً منذ الجمعة فيما أصيب 150 بجروح، بحسب حصيلة رسمية.
وتحدث حبش عن وجود "مؤامرة طائفية ضد سورية والهدف منها تمزيق الشعب إلى طوائف وإثارة النعرات".وقال "هناك موقف واحد لرفض المؤامرة الطائفية ضد سورية" في المجلس.
إلى ذلك قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، أمس إن الأسد لم يرد عليه "بسلبية" عندما حثه على الاستماع إلى شعب سورية وذلك في مكالمتين هاتفيتين على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة.
وصرح إردوغان في مطار أنقرة قبل أن يتوجه في زيارة للعراق بأنه اقترح على الأسد أن يلبي مطالب آلاف السوريين الذين شاركوا في مظاهرات تنادي بالديموقراطية في أنحاء مختلفة بسورية.
وقال إردوغان "قال (الأسد) إنهم يعملون على رفع حالة الطوارئ لتلبية المطالب. قالوا لنا إنهم يعملون من أجل تشكيل أحزاب سياسية ... نأمل أن تنفذ هذه الإجراءات بالفعل وألا تظل وعوداً."
وأضاف "لم نتلق رداً سلبياً عندما حثثنا السيد الأسد على الاستماع إلى صوت الناس. أتمنى أن يعلن الأمر اليوم (أمس)أو غداً(اليوم)."
على صعيد آخر، طالبت منظمات حقوقية مصرية حكومة الدكتور عصام شرف بالتدخل لإطلاق سراح الناشط المصري محمد رضوان الذي تتهمه سورية بالتجسس لصالح "إسرائيل" وإنقاذه من الأخطار التي تهدد حياته في "سجون بشار الأسد".
وأشارت المنظمات الحقوقية إلى "أن رضوان لم يكن يفعل أكثر من تصوير أحداث تشهدها سورية". كما اتهمت السلطات السورية بتعذيبه للاعتراف بما لم يفعله، مشيرة إلى أنه "حين زار فلسطين المحتلة كان متوجهاً إليها في ضيافة أسرة عربية".