أكد نادي نجران الأدبي وفرع جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة إمكانية التكامل والتعاون بين المؤسسات الثقافية المحلية لإيصال رسالة الثقافة الشاملة التي لا تفرق بين قصيدة ومسرح. جاء ذلك خلال احتفالية المؤسستين باليوم العالمي للمسرح، من خلال فعاليتين تواصلتا من بعد مغرب مساء أول من أمس حتى العاشرة مساء. وبدأت أولى الفعاليات في مقر النادي الأدبي بمحاضرة تحت عنوان "الاتجاهات المسرحية المعاصرة في المسرح السعودي" ألقاها المخرج المسرحي نايف البقمي، وأدارها القاص صالح زمانان.

وتحدث البقمي عن بعض مدارس المسرح العالمي، ثم قدم لمحة عن بدايات المسرح السعودي، كان أبـرز ما ذكر فيها أنه لا يؤيد وصف أحمد السباعي بـ "الرائد" وبرر ذلك بالقول "السباعي لم يقدم مشروعا حقيقيا للمسـرح السعودي، ولذلك لا ينطـبق عليـه وصف الرائد، فالريادة في رأيي أكبر من مجرد محاولة تقديم مسرحية لم يكتب لها النجاح".

ثم انطلق للتجربة المسرحية المحلية الحالية واصفا المسرح السعودي بأنه أشبه بمسرح "الكابوكي" الياباني الذي يمثل فيه الرجال فقط. وعلق على ما قدم من مسرحيات نسائية بالقول"ما قدم ليس مسرحا، هو تهريج تجاري".

وأكد البقمي في حديثه أن "الكثير ممن يعلّمون في المسرح السعودي لا يفقهون شيئا في المسرح!". ثم تحدث بإسهاب عن تجربة ورشة العمل المسرحي بالطائف التي أشاد بها كثيرا. وفي المداخلات التي تلت ورقة البقمي، اتفق الجميع على أن مشكلة المسرح السعودي الأساسية هي عدم وجود بنية تحتية سليمة في المؤسسات المعنية بالمسرح وذلك لضعف الدعم المالي.

وعاتب البقمي الإعلام ورأى أنه ساهم بشكل كبير في تغييب الحركة المسرحية المحلية "المتطورة جدا".

نائب رئيس نادي نجران الأدبي سعيد آل مرضمة قال "إن الخطر الذي يواجه المسرح في منطقة نجران وفي عموم المملكة هو الصدفة في اكتشاف المواهب، وذلك لعدم وجود استراتيجيات واضحة لكشف المواهب ودعمها".

وبعد ذلك توجه الجميع إلى مقر فرع جمعية الثقافة والفنون بحي العريسة، لمتابعة مشهد من مسرحية "الرصـيف 7" التي كتبها صالح زمـانـان وأخـرجها سلطان الغامدي، وهي مسرحية يمكن تصنيفها ضمن المسرح التجريبي، وتستعد الجمعية للمشاركة بها في مهرجان المسرح السعودي المقبل.

ثم ألقى ضيف الاحتفالية نايف خلف كلمة اليوم العالمي للمسرح التي كتبتها هذا العام الكاتبة المسرحية الأوغندية "جسيكا كاهوا".

ولأن الحواجز الوهمية بين الأدب والفن كسرت في هذه الفعالية ألقى علي ناشر نصا أدبيا، ثم ألقى يحيى ساعد نصا آخر فنص لصالح زمانان. بعد ذلك كرم فرع الجمعية عددا من رواد المسرح في نجران والداعمين في مجال النشاط المسرحي.