اجتاحت موجات من الغبار عسير ونجران والطائف والباحة أمس وأول من أمس، وتسببت في توقف حركة الملاحة الجوية وتعليق الدراسة في جميع مدارس التعليم العام بمنطقة نجران لليوم الثاني على التوالي، وألزمت موجات الغبار المواطنين والأسر بالبقاء في منازلهم، فيما أدى انقسام قرار تعليق دوام المدارس في بعض محافظات منطقة عسير إلى إحداث حالة من الإرباك لدى طلاب مدارس المنطقة، الذين اضطر أغلبهم إلى الدوام في أجواء الغبار التي اجتاحت المنطقة.

ووصلت موجة الغبار إلى الطائف ومحافظاتها في منتصف اليوم الدراسي أمس، وأصدرت إدارة التعليم تعليمات لمديري ومديرات المدارس بتقدير أوضاع المدارس وتنفيذ صلاحياتهم التي منحت لهم بشأن تعليق الدراسة من عدمه.

وأشار موقع الأرصاد وحماية البيئة إلى استمرار نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار على المناطق الجنوبية والغربية وتدني مستوى الرؤية الأفقية.




أدى انقسام قرار تعليق دوام المدارس في بعض محافظات منطقة عسير أمس، إلى إحداث حالة من الإرباك لدى طلاب مدارس المنطقة، الذين اضطر غالبيتهم إلى الدوام في أجواء الغبار التي اجتاحت المنطقة.

ورصدت "الوطن" تداعيات تعليق دوام المدارس واستمراره في بعضها، ففي محافظة أحد رفيدة انتظم طلاب وطالبات المدارس أمس، رغم موجة الغبار التي تعرضت لها المحافظة، وبعد مضي نحو ساعة من الدوام، تلقى مديرو المدارس اتصالا من محافظة أحد رفيدة يفيد بتعليق الدراسة، في حين أن الإدارة العامة للتربية والتعليم في عسير لم تصدر قرارا بذلك، مما جعل مديري المدارس في حيرة من أمرهم وسط تساؤلات أغلبهم: هل نصرف الطلاب بعد مضي ساعة من الدوام؟ وإذا صرفناهم فمن المسؤول عن عودتهم إلى منازلهم؟، وهل نتبع التعليمات التي تصدر من المحافظة وتفيد بتعليق الدوام أو من الإدارة العامة للتربية والتعليم التي لم يصدر منها ما يفيد بالتعليق، في إشارة إلى غياب مرجعية موحدة لاتخاذ القرار.

وانتقد عدد من منسوبي التعليم في منطقة عسير ومنهم علي البشري وهادي بن سعيد وسعد الشهراني، غياب آلية واضحة ومحددة للتواصل بين الجهات المعنية والميدان التربوي. وأكدوا ضرورة تفعيل التقنية للتواصل بشكل سريع وعاجل في مثل هذه الظروف، فيما اعتبر عدد من أولياء أمور الطلاب ومنهم: يحيى بن عبدالله آل عاصم وأحمد آل صقر وعلي بن مريع، أن دوام طلاب المنطقة أمس في أجواء الغبار الشديد وخصوصا في محافظتي أحد رفيدة وخميس مشيط، خطأ فادح، لافتين إلى أنه كان يفترض وضع صحة الطلاب فوق كل اعتبار.

تواصل

وفي خطوة مدروسة، سارعت إدارة التربية والتعليم في محافظة سراة عبيدة بإرسال رسائل منذ ساعات الفجر إلى عموم مديري ومديرات المدارس وزودت محافظي المحافظات بنسخ منها، وتنص على الآتي "صورة مع التحية لأصحاب السعادة محافظي سراة عبيدة وظهران الجنوب وأحد رفيدة وخميس مشيط، للإحاطة.

إلى جميع المدارس بنين وبنات: فنظرا لسوء الأحوال الجوية بسبب موجة الغبار وبعد التنسيق مع جهات الاختصاص فقد تقرر تعليق الدراسة ليوم الأحد الموافق 22 / 4 / 1432، في جميع مدارس إدارة التربية والتعليم في محافظة سراة عبيدة بنين وبنات، ويشمل الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية بالمدارس فقط".

وأدى ذلك إلى بقاء الطلاب والطالبات في منازلهم وعدم تعرضهم لأضرار الغبار.

من جهته، أكد مدير عام التربية والتعليم في منطقة عسير جلوي آل كركمان، أن إدارته علقت الدراسة أمس في محافظات شرق عسير، وأن قرار التعليق في بقية المحافظات يخضع لتقدير مديري مكاتب التربية والتعليم، مشيرا إلى أن هناك تواصلا مستمرا بين الإدارة والجهات المعنية ذات العلاقة في مثل هذه الظروف وبما يحقق السلامة للطلاب والطالبات.

ويشير التقرير اليومي الصادر من رئاسة الأرصاد وحماية البيئة إلى استمرار نشاط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار على المناطق الجنوبية "عسير ونجران"، مما يسهم في تدني مستوى الرؤية الأفقية.

تواجد أمني

وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير المقدم محمد بن عبدالرحيم العاصمي، أن مديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير وضعت فرق الدفاع المدني على أهبة الاستعداد لمباشرة أي طارئ لا قدر الله، فيما لم تبلغ غرفة العمليات أمس، بوقوع أي حوادث تتطلب تدخل الدفاع المدني جراء موجة الغبار حتى مساء أمس. وحذر من التوقف تحت المظلات ولوحات الإعلانات أو الأعمدة الكهربائية حال اشتداد الرياح أو صعود الجبال والمناطق المرتفعة، مع أهمية متابعة نشرات الأحوال الجوية بصفة مستمرة وما يصدر من تحذيرات.

من جهته أكد مدير مرور منطقة عسير العميد سعيد بن علي مزهر، أن إدارته كثفت من تواجدها على كافة الطرق الرئيسة والتقاطعات في المنطقة وذلك تحسبا لأي اختناقات مرورية أو حوادث مرورية قد تقع بفعل موجبة الغبار، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل حوادث مرورية بسبب الأجواء.

زيادة مراجعي المستشفيات

كما أدت موجة الغبار التي شهدتها المنطقة أمس، إلى زيادة أعداد مراجعي أقسام الطوارئ بالمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في كافة أحياء المدن والمحافظات.

وأوضح مدير الإعلام الصحي الناطق الرسمي لصحة عسير سعيد بن عبدالله النقير، أنه تم رفع جاهزية المراكز الصحية والمستشفيات لمواجهة المرضى جراء موجة الغبار التي عادة ما تسبب حساسية في الصدر وضيق في التنفس للمصابين بمرض الربو، مشيرا إلى أن يوم أمس شهد زيادة في عدد المرضى، حيث قدمت لهم الخدمات العلاجية المناسبة فيما تم تنويم بعض الحالات لاسيما من الأطفال الذين يعانون من مشكلات بالصدر.

إلى ذلك، تسببت العواصف الترابية التي يشهدها عدد من محافظات شرق منطقة عسير في تدني مستوى الرؤية وشلل في الحركة المرورية في بعض المواقع من محافظات ظهران الجنوب وسراة عبيدة وأحد رفيدة، مما تسبب في تعليق الدراسة في مدارس ظهران الجنوب ومركزي طريب والعرين، كما أعلنت حالة الطوارئ في مستشفى ظهران الجنوب العام الذي استقبل خلال 24 ساعة الماضية عددا من حالات الربو والحساسية. من جهته أكد مساعد مدير التربية والتعليم بسراة عبيدة لتعليم البنين عبدالرحمن آل شافي، أنه لم يتخذ أي قرار لتعليق الدراسة اليوم في مدارس الإدارة التعليمية، وأن هناك تنسيقا مع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ومع الإمارة في مثل هذا الإجراء. كما غطت الأتربة الكثيفة شمال منطقة عسير منذ ساعات متأخرة من مساء أول من أمس، مما أدى إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية إلى عشرات الأمتار.

إلى ذلك أوضح مدير خدمة الركاب في الإقليم الجنوبي سعيد بن حسين أن حركة الطيران في مطار أبها مستمرة دون توقف.