تحولت عدة شوارع بلجيكية في قلب العاصمة بروكسل إلى مسرح فني مفتوح، لعرض مسرحية (الحواجز) الفلسطينية حول العنف الإسرائيلي ومجسدة الحواجز الحقيقية التي يضعها الإسرائيليون لتجميد حياة الفلسطينيين، والحواجز النفسية التي خلقوها بأعمال القتل والعنف غير المبرر ضد المدنييين.

أبطال المسرحية ناشطون سياسيون وفي مجال حقوق الإنسان ينتمون إلى منظمة "فلسطين ومقاطعة إسرائيل"، وسائطهم الفنية هي أرض الشوارع التي تحولت إلى مسرح كبير مفتوح، تم خلاله وضع حواجز وهمية كالتي يضعها الجنود الإسرائيليون، وعلم فلسطيني، ودماء وهمية، أما الجمهور، فكان مواطن الشارع البلجيكي بكافة فئاته وتوجهاته من بلجيكا وأبناء الجاليات الأجنبية، وانطلقت المسرحية القصيرة في فصل واحد أول من أمس، مواطن فلسطيني يحاول عبور أحد الحواجز، فيتصدى له بكل عنف جنود يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي، ويحاول الفلسطيني إقناعهم بضرورة العبور للوصول إلى عمله، دون جدوى.

فيما يقوم جنود آخرون بإطلاق النيران على صبي فلسطيني كان يحاول الاقتراب من الحواجز برفقة أمه التي تصرخ "لا تقتلوه لا تطلقوا النيران" ولكن الوقت قد فات، أصابت الرصاصة الولد، فسقط صريعا مضرجا في دمائه، "بالطبع دماء زائفة"، وتسرع الأم إلى طفلها لتغطي جسده الصغير وتهزه أملا في ايقاظه، لكنه مات، تصرخ الأم ودم الابن ينساب على جسدها ويديها، تسقط فوق صغيرها، تغطيه بعلم فلسطين، فيما يهتف الفلسطيني الذي يحاول عبور الحواجز "قاطعوا إسرائيل، قاطعوا إسرائيل" وتنهمر دموع المشاهدين لهذه القطعة الفنية التي تمثل بصدق الحياة الفلسطينية اليومية ومعاناتهم مع إسرائيل، تنهمر دموع حقيقة، رغم المشهد التمثيلي لتترك في نفوسهم أثرا ما، أي أثر مناوئ لإسرائيل.

عمدة بروكسل الذي وافق على عرض المسرحية بكل رحابة صدر انطلاقا من أن الأمر سلمي، ويتوافق مع حرية الرأي، يواجه الآن انتقادات صارخة من المنظمات اليهودية في بلجيكا، التي أدانته ووجهت انتقادات حادة، للسماح بعرض المشهد المسرحي بصورة عامة في شوارع المدينة.وقال أعضاء المنظمة الفلسطينية إن هذا العمل لن يكون الأخير في شوارع بلجيكا أو أوروبا، ليرى الأوروبيون نماذج مما يحدث للفلسطينيين من قتل وعنف وتشريد، فنشرات الأخبار غير كافية، ووسائط الإعلام لا تنقل كل ما يحدث على أرض الواقع.