تشكل مشاركة فيلم "ست عيون عمياء" في مهرجان دبي السينمائي الدولي نقطة إيجابية للسينما السعودية، فالمشاركة الخارجية مهمة جدا لاكتساب الخبرات والاحتكاك بالسينما العالمية التي تطورت كثيرا على السينما العربية.

بالأمس كنت في دبي من بين من شاهدوا فيلم "ست عيون عمياء" الذي عرض ضمن "أصوات خليجية" ولمست عن قرب تفاعل الجمهور مع الحوار الدرامي الذي دار بين ممثلي الفيلم عبدالمجيد الكناني وأحمد الملا.. وكان إيجابيا للفيلم أن حوار الحضور بعد عرض أفلام "أصوات خليجية" انصب على فيلم "ست عيون عمياء" وتولى الإجابة عن الأسئلة الممثل عبدالمجيد الكناني لكونه الوحيد الذي جاء إلى دبي من بين فريق عمل الفيلم. والجميل أن الجمهور لم يبدِ استغرابه من تطور السينما الخليجية عامة والسعودية بصفة خاصة معتبرا من خلال المداخلات أن ذلك أمر حتمي، فكان الحوار حول الفكرة الفلسفية التي بُني عليها الفيلم وعلى البعد الذهني، مما أعطى مؤشرا على أن الفيلم وجد قبولا جيدا لدى المتلقين، وهو بذلك يستحق إحدى الجوائز في مجاله.

من خلال ما رأيت أمس، ومن خلال حوارات وجلسات جمعتني مع جيل الشباب من المتحمسين لـ"الفن السابع" أمثال المخرج السينمائي بدر الحمود، وكاتب السيناريوهات والممثل عبدالمجيد الكناني، أستطيع القول إن السينما السعودية فرضت نفسها على واقعنا، والاهتمام بها صار ضرورة في زمننا الحديث، فالصورة التي ينقلها حوار قصير في فيلم تصل عبر مهرجان ما أو صالة عرض في عاصمة عالمية إلى عدد هائل من الناس.. والتطور السينمائي في أي بلد هو جزء من تطوره الحضاري، وما النقلة المتميزة التي نراها في السينما السعودية إلا تأكيد على ذلك، وهي تدل أيضا على أن جيل الشباب قادر على أن يكون خير سفير لحضارة بلاده.

لذا يفترض أن تتبنى جهة ثقافية داخلية هؤلاء الشباب، فتمنحهم الاهتمام على المستوى المحلي عن طريق إيجاد معاهد تصقل تجاربهم أو إيفادهم إلى عواصم السينما العالمية ومعاهدها الأكاديمية ليعودوا وقد اكتسبوا خبرات تضاف إلى تجاربهم الذاتية، فالطاقة التي يحملونها في داخلهم يفترض الاستفادة منها، وإن تم توظيف إمكاناتهم بالصورة الأمثل، فهم سيكونون خير سفراء لثقافة بلادهم في المحافل العالمية.