قال رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة بمجلس الغرف السعودية كريم العنزي إن الطلب على الذهب في السوق السعودية مازال محدوداً ويشهد حالياً انخفاضاً في المبيعات منذ بداية العام الجاري، وذلك بالرغم من زيادة الطلب عليه عالميا كملاذ آمن في ظل تزامن اضطرات الأوضاع السياسية والاقتصادية.

وتوقع العنزي أن تتجاوز أسعار الذهب 1500 دولار للاونصة خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث بلغ سعر الذهب في بورصة نيويورك في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي 1425.67 دولارا للأونصة.

وقال العنزي إن الارتفاعات في أسعار الذهب الحالية تأتي بسبب تزامن الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية مع بعضها عالميا، مما أثر بشكل مباشر على زيادة الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن للصناديق الاستثمارية والبنوك العالمية.

وأضاف العنزي سببا آخر أدى إلى صعود الأسعار هو الخلل الحاصل في السوق نتيجة عدم قيام الدول الأوروبية بالبيع وبشكل سنوي 400 طن من الذهب حسب اتفاقية واشنطن، بالإضافة إلى إغلاق مناجم للذهب في جنوب أفريقيا وهي المنتج الأول بالعالم.

وأشار العنزي إلى أن الصين أصبحت المنتج والمستهلك الأول للذهب بالعالم، منوهاً إلى أن الطلب في الصين والهند والدول الآسيوية قد زاد تزامناً مع الأحداث العالمية.

ونوه إلى أن الطلب على النفط والذهب يتوافقان غالبا خصوصا في الطلب وزيادة الأسعار، مشيرا إلى تأثير وقف تصدير مليون و600 ألف برميل من النفط الليبي، وتأثيره على سعر كل منهما.

وذكر أن الطلب الأكبر على الذهب من قبل الصناديق الاستثمارية وليس من قبل مشتري المصوغات التشغيلية، الذين انخفض طلبهم على مستوى العالم عدا آسيا.

وتوقع العنزي عدم عودة أسعار الذهب إلى ما كانت عليه سابقا أي سعر 250 دولارا للأونصة، حيث أصبحت تكلفة استخراج الأونصة تصل إلى 480 دولارا، بسبب إغلاق بعض المناجم بالعالم.

من جهة أخرى توقع عضو مجلس التجارة الدولية السعودية والمستثمر في قطاع الذهب عبداللطيف النمر أن تتراوح الأسعار عالمياً ما بين 1700-2000 دولار للاونصة في نهاية النصف الأول من العام الجاري.

وأشار النمر إلى نشاط أسواق الذهب في المملكة قد انخفض خصوصا أن السوق يقوم على أربعة مواسم رئيسية هي الإجازة الصيفية والتي تعادل نحو 40% من المبيعات، وإجازة نصف العام الدراسي وشهر رمضان المبارك وعيد الأضحى المبارك بنسبة 20% لكل منها.

وقال إن موسم عيد الأضحى يأتي في المرتبة الثانية لدى سوق الذهب في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة بسبب توافد أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام إلى هذه المناطق، فيما يمثل موسم شهر رمضان المبارك صاحب المرتبة الثانية لدى بقية المناطق.

وأكد النمر أن المؤشرات الأولية تشير إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب عالمياً نتيجة للطلب المتزايد على هذا المعدن الثمين في الأسواق العالمية، ولم يستبعد اضطرار محلات الذهب في المملكة إلى البحث عن حلول وعروض تتناسب مع متطلبات المستهلك بشكل يخدم تنامي الطلب في سوق الذهب بالمملكة.