يبدو النادي الفيصلي في الطريق الحثيث نحو تحقيق حلم عشاقه بتحقيق أحد المركزين الثالث أو الرابع الذي يخوله المشاركة في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل، وذلك بعد النتائج والمستويات الرائعة التي يقدمها، حيث يحتل المركز السادس في دوري زين للمحترفين بـ32 نقطة، ضامناً الاستمرار في دوري الكبار للموسم الثاني على التوالي.

وما يؤهل الفيصلي لتحقيق هذا الإنجاز توفر الموارد المالية الكبيرة التي تضخ في خزينته من قبل أعضاء الشرف بقيادة الرئيس الشرفي حمد الدريس، حتى أصبح الفريق من أكثر الفرق السعودية استقراراً على المستوى المادي.

ويبذل الدريس ونائبه عبدالله العقيل جهوداً جبارة لإيجاد مردود مادي للفريق، حيث تبرع أعضاء الشرف بأكثر من 15 مليون ريال لإنشاء فندق خمس نجوم في محافظة المجمعة، وتبرعوا بقطعة أرض على مساحة (50) ألف متر مربع يكون ريعهما للفريق وصيانة ملاعبه وإقامة المعسكرات الدائمة، إضافة إلى إنشاء عدة ملاعب لكرة القدم لفرق النادي مخصصه للمباريات وإقامة التدريبات.

الهبوط سبب النجاح

عندما شارك الفيصلي في دوري الدرجة الأولى موسم 423 1 _1424، هبط للدرجة الثانية بجانب النجمة، لكن قرار زيادة الأندية إلى 14 فريقاً جعل من الفيصلي فريقاً لا يقهر، مقدماً مستويات جيدة منذ ذلك القرار، وخاصة في السنوات الأخيرة، إذ كاد يعانق الأضواء لولا سوء الطالع حتى جاء الموسم الماضي الذي صعد فيه للممتاز قبيل انتهاء الدوري بأربع جولات.

ولم يكتف الفيصلي بهذا الحد، بل راهن على وجوده بين الكبار، وأعلن التحدي ببقائه موسماً آخر، ومازال النجاح يطرق أبوابه ببطولة ما زالت حلم جماهيره هي المشاركة الآسيوية التي لم يحققها في المنطقة الوسطى سوى الثلاثي الهلال والنصر والشباب، بعدما أصبحت المشاركة في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين مجرد وقت.

الأجانب والنقلة

نجحت الإدارة في البحث عن عدد من الملفات للاعبين الأجانب، وما يحتاجه الفريق في عدد من المراكز، فتم التعاقد مع المهاجم الألباني ميجين ميملي "هداف دوري زين للمحترفين بـ13 هدفاً"، ولاعب الاتحاد السوري وائل عيان، إضافة للاعب منتخب كرواتيا جيرتيك داريو، والمدافع السنغالي بابا ديوب، فكان هذا الرباعي الأجنبي سبباً مباشراً في منافسة الفريق على المراكز المتقدمة، وأصبحوا مطمع الأندية الأخرى سواء السعودية أو الخليجية، حيث بدأ نادي الجزيرة الإمارتي في مفاوضة ميملي بمقدم عقد أضعاف ما قدمه له الفيصلي، إضافة للسوري وائل عيان الذي انهال عليه عدد من العروض السعودية، لم يفصح اللاعب عنها فيما كانت مفاوضات مباشرة قدمها الريان القطري للاعب الوسط الكرواتي جيرتيك داريو للانتقال لصفوفه.

هل يكون "نجمة" آخر؟

المفاوضات التي انهالت على عدد من لاعبي الفيصلي لم تقتصر على اللاعبين الأجانب، فأصبح اللاعب السعودي في الفريق أيضاً محط أنظار الفرق الأخرى، حيث قدم الهلال مبلغ 6 ملايين ريال لضم المدافع عقيل بلغيث الصحبي، إضافة إلى اللاعب عبدالرحمن أنس الشنقيطي الذي لم يكمل موسمه مع الفريق، بعد قدومه من الأنصار، والذي بدأت أندية أخرى فتح مفاوضات مباشرة معه.

وتخشى جماهير الفيصلي التفريط باللاعبين المحترفين، وإعادة سيناريو نادي النجمة بعد موسم 1418هـ إبّان دخوله المربع الذهبي آنذاك.

تفاؤل بالمسقبل

إذا كانت جماهير الفيصلي تخشى بيع عقود اللاعبين المحترفين، فإنها تتفاءل بأن للفريق مستقبلا مشرقا في السنوات المقبلة لسببين، أولهما أن خزينة النادي المالية تتيح جلب أفضل اللاعبين الأجانب والمحليين شرط دراسة ملفاتهم بشكل جيد كما حدث بداية الموسم، وثانيهما وجود المدرسة الأكاديمية بالنادي التي يتدرب براعمها على أصول لعبة كرة القدم تحت إشراف كادر تدريبي علمي، حيث حصلت فئات كرة القدم للناشئين والشباب بالنادي على عدد من البطولات على مستوى المحافظة ومنطقة سدير، وتم ضم عدد من خريجيها لمنتخبي المملكة للناشئين والشباب مثل أبناء الفهد والمطيري.

سنة ثانية زين

بعد النتائج والمستويات الكبيرة التي قدمها الفريق تحت قيادة مديره الفني الكرواتي زلاتكو داليش، أصبح المدرب محط أنظار الفرق الأخرى منها ما هي سعودية وخليجية، وذلك لما يملك هذا المدرب من تكتيك رائع وقلب نتيجة المباراة في أكثر من لقاء، إلا أن إدارة الفيصلي سارعت ممثلة برئيس النادي فهد المدلج لاتفاق نهائي يقضي بالتجديد معه لموسم آخر بمزايا مالية فاقت مقدم عقده السابق.

وسيعلن النادي خلال اليومين المقبلين مراسم التوقيع عبر مؤتمر صحفي.