شاركت المملكة في تمام الساعة (8.30) من مساء اليوم السبت(26/3/2011)في إطفاء الأنوار لمدة ساعة وذلك مع عدة آلاف مِن الأماكن الرمزية بمُدن العالم في إطار عملية "ساعة مِن أجل الكوكب" التي تستهدف شحذ همَّة الرأي العام للمساهمة في مكافحة اختلال المناخ العالمي. وقد تم تكريس حملة العام الحالي إلى اليابان.

وفي هذا الإطار، تشارك "الوطن" من خلال المركز الرئيسي في أبها سائر مؤسسات ووزارات المملكة في نشاط ساعة الأرض، والحدث العالمي الذي يتم خلاله إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة كاملة، في آخر سبت من شهر مارس من كل عام، وذلك لرفع الوعي بخطر التغير المناخي.

وقد أوضح لـ "الوطن" رئيس اللجنة التأسيسية للمجلس السعودي للمباني الخضراء المهندس سلطان فادن أن المجلس يشارك للمرة الثالثة على مستوى العالم ببث الوعي من خلال وسائل الإعلام للمشاركة في هذا الحدث العالمي، واصفا المشاركة بأنها تطوعية وغير إلزامية، وهي دعوة عالمية لكافة الأشخاص والجهات والمجتمعات بأن يحسموا أمرهم ويتخذوا موقفهم تجاه مستقبلهم وأن يظهروا لأنفسهم أنهم قادرون على قيادة أمورهم بشكل صحيح وبتنمية مستدامة.

وانتقد فادن عدم تبني أي جهة رسمية بالمملكة لهذا الحدث العالمي علما بأن المملكة تتواجد على الموقع المخصص للحدث من دون تخصيص الجهة التي تتولى ذلك، وأكد فادن أن هنالك العديد من الشركات والمؤسسات والبنوك بالمملكة تشارك في هذا الحدث العالمي سنويا.

وأشار إلى أن اختيار الوقت يتناسب مع كافة الدول المشاركة حيث إن اختيار التوقيت من الساعة 8,30 وحتى الساعة 9,30 ليلاً، يعد وقت توقف عن العمل للكثير من المؤسسات والشركات.

وأضاف أن هذا لا يعني أن نشارك في مثل هذا الوقت الذي تكون فيه أغلب مقارنا الحكومية والخاصة لا تعمل وغير مشغولة بالموظفين كما تمنى أن ينتهج الأفراد كافة مثل هذا النهج في منازلهم مشاركة للعالم في هذا الحدث حيث إن الهدف يتمثل في المشاركة الجماعية للإحساس بمدى تأثير أسلوب حياتنا اليومية على طبيعة الكرة الأرضية وذلك لكون معظم مصادر الطاقة في كل أنحاء العالم تستنزف مصادر طبيعية متجددة وغير متجددة ومن هذه المصادر استهلاك النفط والفحم والأخشاب إلى غير ذلك من مصادر الطاقة التي يصعب حصرها على حد قوله باعتماد هذا التوقيت المتفق عليه لكل مدن العالم حسب التوقيت المحلي لكل مدينة بحيث يكون الشكل الجمالي للمشاركة خلال 24 ساعة يتم إطفاء أجزاء كبيرة من مدن الكرة الأرضية بطريقة متتالية ومتعاقبة.

وعلى الصعيد العالمي، يتوقع إطفاء الأنوار بدءاً من نيوزلندا ووصولاً إلى الأمريكتين، مروراً بآسيا، وأوروبا، وأفريقيا، حيث ستدخل النُصُب والمباني الأكثر شهرة في العالم كأوبرا سيدني، ونُصب المسيح في ريود دي جانيرو، ونافورة جنيف، ومبنى الإمباير ستيت، وبرج إيفل وغيرها من المعالم الدولية في ظلام دامس اعتباراً مِن الساعة الثامنة والنصف حسب التوقيت المحلي لكل مكان.

ويقوم الصندوق العالمي للبيئة (WWF) مِن مقره بمدينة كلاند السويسرية بتنظيم هذه الحملة للسنة الخامسة على التوالي. وقالت الناطقة باسم الصندوق، ميريام بيهرنس، لـ "الوطن" "نريد مِن هذه الحملة توعية أي مواطن في العالم بأهمية الحد مِن الاستهلاك المُفرط للطاقة الكهربائية وما يُسببه ذلك مِن زيادة نِسبة التلوث بمادة ديوكسيد الكاربون. وأضافت أنَّ 4616 مدينة في 128 بلدا في العالم كانت قد شاركت في حملة عام 2010. وتوقعت أن تُشارك في حملة الغد ما يربو على 6000 مدينة. ولا تعني الحملة إطفاء الأنوار عن المباني والنُصب الشهيرة فحسب، بل أن يقوم أصحاب المنازل بإطفاء أنوار منازلهم لمدة ساعة واحدة.

يذكر أن حملة ساعة الأرض بدأت من مدينة سيدني الأسترالية عام 2007 وبعد نجاح الحملة ومشاركة 2.2 مليون شخص من سكان سيدني انضمت 400 مدينة لساعة الأرض في 2008 وكانت مدينة دبي هي المدينة المشاركة الأولى عربياً عام 2009 تبعتها الرياض عام 2010.