"المتمرد" أحب لقب إلى قلبه، يكره الروتين، يمتلك مشروعا أوشك على نهايته، وهو كتابة البسملة بعدد سور القرآن الكريم، تتميز على حد تعبيره" بأن لا واحدة تشبه الأخرى"، ويضيف الخطاط الأردني إبراهيم أبو طوق في حديثه لـ"الوطن" أن ما دفعه للتمرد فهمه للأصول، فالأساسيات موجودة لديه، فعند فهم تفاصيل خط معين فهما دقيقا، يكمل ويتجاوز لمرحلة أخرى، منوهاً أنه بعد العصر العثماني ضاعت الهوية، فأصبح الخط اجترارا وتقليدا لا جديد فيه.
وعن سؤال متى يدخل الخطاط إلى عالم الحروفية، يرى أبو طوق أن الخطاط يجب أن يدرس بالإضافة للخبرة ثم بمرحلة معينة يكون قادرا على أن يعطي ويبتكر ويجب تعلم الضبط أولا فالكلاسيكية تعني العسكرية حيث ينقل الخطاط بأمانة ما يراه.
ويؤكد أبو طوق أنه أوجد خطاً خاصاً به، كل حرف له ثلاثة أشكال أوله أوسطه آخره، متمنياً جهة علمية أو أكاديمية تتبنى هذا الخط، وهو منذ عشر سنوات يعمل بهذه التجربة التي يقول عنها إنها وصلت إلى مرحلة من الثبات، فمسمى هذا الخط ليس مهما بقدر الكينونة نفسها.
وعن الفرق بين الخطاطين العرب والأتراك في بعض الخطوط، أوضح أن الأتراك يمتازون بالدقة في تنفيذ العمل والمحافظة على حرفية النص أكثر من الحرف عندهم ضبط وكأنه يتعامل مع كمبيوتر من الدقة الهائلة، نحن عندنا دقة الشكل أقل لا فوارق من الناحية الإبداعية، نحن العرب عجولون ولنا عصبية زائدة، نريد تنفيذ العمل في وقت قصير، الخطاط التركي قد يقضي شهرا أو اثنين في لوحة، وعن نفسه يقول أكثر من يومين لا تزيد مدة اللوحة، يعتقد أبو طوق أن للصحراء تأثيرا وبالتالي أخذ الفن نمطية معينة.
وعن بناء الشخصية وهل للخط علاقة بذلك، أوضح أبو طوق الحاصل على بكالوريس الهندسة المعمارية: ما نراه عند خطاطين آخرين لا يقول ذلك، أعتقد أن العشق والتفاني هو الأهم.
ويؤكد أبو طوق الذي حاز الجائزة الثانية في مسابقة البردة العالمية، وشارك في مهرجان دبي السابع للخط العربي، وبينالي الشارقة: أن الخط العربي ارتبط بحرف النون في قوله تعالى "ن والقلم وما يسطرون" فالألف في خط النسخ خط المصحف تساوي اثنين نون والصاد بطن ووجه الصاد هو النون وكاس الصاد هو نون ثانية، هذه متوالية هندسية، وكونه متخصص عمارة، وجد الخط الكوفي هو الخط الأقرب للعمارة أكثر الخطوط تقاطعا إيجابيا ومجاراة لكثير من الأعمال المعمارية باستثناء أعمال المصممة العراقية زها حديد، ففيها تقاطعات الكوفي أكثر الخطوط انسجاما مع المعمار الكوفي.